للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمى بالمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام، فالطاعون شهادة لا متى ورحمة لهم ورجس على الكافر» وكذا رواه الإمام احمد عن يزيد بن هارون.

وقال أبو عبد الله بن مندة أنبأنا محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصاغاني ثنا يونس بن محمد ثنا حشرج بن نباتة حدثني أبو نصيرة البصري عن أبى عسيب مولى رسول الله قال: خرج رسول الله ليلا فمر بى فدعاني ثم مر بأبي بكر فدعاه فخرج اليه، ثم مر بعمر فدعاه فخرج اليه، ثم انطلق يمشى حتى دخل حائطا لبعض الأنصار، فقال رسول الله لصاحب الحائط: «أطعمنا بسرا» فجاء به فوضعه فأكل رسول الله وأكلوا جميعا ثم دعا بماء فشرب منه، ثم قال: «إن هذا النعيم، لتسألن يوم القيامة عن هذا» فاخذ عمر العذق فضرب به الأرض حتى تناثر البسر، ثم قال: يا نبي الله إنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة؟ قال «نعم إلا من ثلاثة، خرقة يستر بها الرجل عورته. أو كسرة يسد بها جوعته، أو حجر يدخل فيه - يعنى من الحر والقر -». ورواه الامام احمد عن شريح عن حشرج. وروى محمد بن سعد في الطبقات عن موسى بن إسماعيل حدثتنا سلمة بنت أبان الفريعية قالت سمعت ميمونة بنت أبى عسيب قالت:

كان أبو عسيب يواصل بين ثلاث في الصيام، وكان يصلى الضحى قائما فعجز، وكان يصوم أيام البيض. قالت وكان في سريره جلجل فيعجز صوته حين يناديها به، فإذا حركه جاءت.

ومنهم أبو كبشة الأنماري من أنمار مذحج على المشهور، مولى النبي . في اسمه أقوال أشهرها أن اسمه سليم، وقيل عمرو بن سعد، وقيل عكسه. وأصله من مولدي أرض دوس، وكان ممن شهد بدرا، قاله موسى بن عقبة عن الزهري. وذكره ابن إسحاق والبخاري والواقدي ومصعب الزبيري وأبو بكر بن أبى خيثمة. زاد الواقدي، وشهد أحدا وما بعدها من المشاهد، وتوفى يوم استخلف عمر بن الخطاب، وذلك في يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة. وقال خليفة بن خياط: وفي سنة ثلاث وعشرين توفى أبو كبشة مولى رسول الله ،

وقد تقدم عن أبى كبشة أن رسول الله لما مر في ذهابه الى تبوك بالحجر جعل الناس يدخلون بيوتهم، فنودي أن الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فقال رسول الله : «ما يدخلكم على هؤلاء القوم الذين غضب الله عليهم؟» فقال رجل: نعجب منهم يا رسول الله، فقال رسول الله «ألا أنبئكم بأعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان قبلكم، وما هو كائن بعدكم» الحديث.

وقال الامام احمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد الحرازى سمعت أبا كبشة الأنماري قال: كان رسول الله جالسا في أصحابه، فدخل ثم خرج وقد اغتسل، فقلنا يا رسول الله قد كان شيء؟ قال: «أجل، مرت بى فلانة فوقع في نفسي شهوة النساء فأتيت بعض أزواجى فأصبتها، فكذلك فافعلوا، فإنه من أماثل أعمالكم إتيان الحلال».

<<  <  ج: ص:  >  >>