للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يزيد ومعاوية بن يزيد ومروان وعبد الملك، ثم عبد الله بن الزبير فخلع وقتل، ثم الوليد ثم سليمان ثم عمر بن عبد العزيز ثم يزيد ثم هشام ثم الوليد بن يزيد فخلع وقتل، ولم ينتظم لبني أمية بعده أمر حتى قام السفاح العباسي ثم أخوه المنصور ثم المهدي ثم الهادي ثم الرشيد ثم الأمين فخلع وقتل، ثم المأمون والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر ثم المستعين فخلع ثم قتل، ثم المعتز والمهتدي والمعتمد والمعتضد والمكتفي ثم المقتدر فخلع ثم أعيد فقتل، ثم القاهر والراضي والمتقى والمكتفي والمطيع ثم الطائع فخلع، ثم القادر والقائم والمقتدى والمستظهر والمسترشد ثم الراشد فخلع وقتل.

[أنوشروان بن خالد]

ابن محمد القاشاني القيني، من قرية قين من قاشان، الوزير أبو نصر، وزر للسلطان محمود وللخليفة المسترشد، وكان عاقلا مهيبا عظيم الخلقة، وهو الّذي ألزم أبا محمد الحريري بتكميل المقامات، وكان سبب ذلك أن أبا محمد كان جالسا في مسجد بنى حرام في محلة من محال البصرة، فدخل عليه شيخ ذو طمرين فقالوا: من أنت؟ قال أنا رجل من سروج، يقال لي أبو زيد. فعمل الحريري المقامة الحرامية واشتهرت في الناس، فلما طالعها الوزير أنوشروان أعجب بها وكلف أبا محمد الحريري أن يزيد عليها غيرها فزاد عليها غيرها إلى تمام خمسين مقامة، فهي هذه المشهورة المتداولة بين الناس، وقد كان الوزير أنوشروان كريما، وقد مدحه الحريري صاحب المقامات.

ألا ليت شعرى والتمني لعله … وإن كان فيه راحة لأخى الكرب

أتدرون أنى مذ تناءت دياركم … وشط اقترابى من جنابكم الرحب

أكابد شوقا ما أزال أداره … يقلبنى في الليل جنبا على جنب

وأذكر أيام التلاقي فأنثنى … لتذكارها بادى الاسى طائر اللب

ولى حنة في كل وقت إليكم … ولا حنة الصادي إلى البارد العذب

فو الله لو أنى كتمت هواكم … لما كان مكتوما بشرق ولا غرب

ومما شجا قلبي المعنّى وشفّه … رضاكم بإهمال الاجابة عن كتبي

وقد كنت لا أخشى مع الذنب جفوة … فقد صرت أخشاها وما لي من ذنب

ولما سرى الوفد العراقي نحوكم … وأعوزنى المسرى إليكم مع الركب

جعلت كتابي نائبا عن ضرورتى … ومن لم يجد ماء تيمم بالترب

ويعضد أيضا بضعة من جوارحي … تنبيكم عن سر حالي وتستنبى

ولست أرى اذكاركم بعد خيركم … بمكرمة، حسبي اعتذاركم حسبي

<<  <  ج: ص:  >  >>