للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال احمد حدثنا وكيع ثنا الأعمش عن سالم بن أبى الجعد عن أبى كبشة الأنماري. قال قال رسول الله «مثل هذه الأمة مثل أربعة نفر، رجل أتاه الله مالا وعلما فهو يعمل به في ماله وينفقه في حقه، ورجل أتاه الله علما ولم يؤته مالا فهو يقول لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الّذي يعمل».

قال رسول الله : «فهما في الأجر سواء، ورجل أتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يحبط (١) فيه ينفقه في غير حقه، ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما فهو يقول لو كان لي مثل مال هذا عملت فيه مثل الّذي يعمل» قال رسول الله : «فهما في الوزر سواء». وهكذا رواه ابن ماجة عن أبى بكر بن أبى شيبة وعلى بن محمد كلاهما عن وكيع. ورواه ابن ماجة أيضا من وجه آخر من حديث منصور عن سالم بن أبى الجعد عن ابن أبى كبشة عن أبيه. وسماه بعضهم عبد الله بن أبى كبشة.

وقال احمد حدثنا يزيد بن عبد ربه ثنا محمد بن حرب ثنا الزبيدي عن راشد بن سعد عن أبى عامر الهورنى عن أبى كبشة الأنماري أنه أتاه فقال أطرقنى من فرسك، فانى سمعت رسول الله يقول: «من أطرق مسلما فعقب له الفرس كان كأجر سبعين حمل عليه في سبيل الله ﷿». وقد روى الترمذي عن محمد بن إسماعيل عن أبى نعيم عن عبادة بن مسلّم عن يونس بن خباب عن سعيد أبى البختري الطائي حدثني أبو كبشة أنه قال: ثلاث أقسم عليهنّ وأحدثكم حديثا فاحفظوه، ما نقص مال عبد صدقة، وما ظلم عبد بمظلمة فصبر عليها إلا زاده الله بها عزا، ولا يفتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر، الحديث. وقال حسن صحيح. وقد رواه احمد عن غندر عن شعبة عن الأعمش عن سالم بن أبى الجعد عنه. وروى أبو داود وابن ماجة من حديث الوليد بن مسلّم عن ابن ثوبان عن أبيه عن أبى كبشة الأنماري أن رسول الله كان يحتجم على هامته وبين كتفيه. وروى الترمذي حدثنا حميد بن مسعدة ثنا محمد بن حمران عن أبى سعيد - وهو عبد الله بن بسر - قال سمعت أبا كبشة الأنماري يقول: كانت كمام أصحاب رسول الله بطحا (٢).

ومنهم أبو مويهبة مولاه ، كان من مولدي مزينة اشتراه رسول الله فأعتقه، ولا يعرف اسمه . وقال أبو مصعب الزبيري شهد أبو مويهبة المريسيع، وهو الّذي كان يقود لعائشة بعيرها

. وقد تقدم ما رواه الامام احمد وبسنده عنه في ذهابه مع رسول الله في الليل الى البقيع، فوقف فدعا لهم واستغفر لهم ثم قال: «ليهنكم ما أنتم فيه مما


(١) حبط بالحاء المهملة بطل وأحبط الله عمله، أبطله. وحبط بالخاء المعجمة ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقها، والخبط ما تناثر من ورق الشجر، ولعله المراد.
(٢) الكمام: القلنسوة. وبطحا أي لازقة بالرأس غير ذاهبة في الهواء.

<<  <  ج: ص:  >  >>