للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان من المجتهدين في العبادة المجتهدين بالأسحار، ويضرب به المثل في ظرفه وفكاهته. وقد مات فجأة على صدر جاريته عند إنزاله.

[عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الله]

أبو عبد الله الختّليّ، سمع ابن أبى الدنيا وغيره، وحدث عنه الدار قطنى وغيره، وكان ثقة نبيلا حافظا، حدث من حفظه بخمسين ألف حديث.

عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب بن عبد الله بن رغبان بن زيد بن تميم أبو محمد الكلبي الملقب بديك الجن الشاعر الماجن الشيعي. ويقال: إنه من موالي بنى تميم، له أشعار قوية.

خمارية وغير خمارية، وقد استجاد أبو نواس شعره في الخماريات.

[على بن عيسى بن داود بن الجراح]

أبو الحسن الوزير للمقتدر والقاهر، ولد سنة خمس وأربعين ومائتين وسمع الكثير، وعنه الطبراني وغيره، وكان ثقة نبيلا فاضلا عفيفا، كثير التلاوة والصيام والصلاة، يحب أهل العلم ويكثر مجالستهم، أصله من الفرس، وكان من أكبر القائمين على الحلاج. وروى عنه أنه قال: كسبت سبعمائة ألف دينار أنفقت منها في وجوه الخير ستمائة ألف وثمانين ألفا، ولما دخل مكة حين نفى من بغداد طاف بالبيت وبالصفا والمروة في حر شديد، ثم جاء إلى منزله فألقى نفسه وقال: أشتهى على الله شربة ثلج. فقال له بعض أصحابه: هذا لا يتهيأ هاهنا. فقال: أعرف ولكن سيأتي به الله إذا شاء، وأصبر إلى المساء. فلما كان في أثناء النهار جاءت سحابة فأمطرت وسقط منها برد شديد كثير فجمع له صاحبه من ذلك البرد شيئا كثيرا وخبأه له، وكان الوزير صائما، فلما أمسى جاء به، فلما جاء المسجد أقبل إليه صاحبه بأنواع الأشربة وكلها بثلج، فجعل الوزير يسقيه لمن حواليه من الصوفية والمجاورين، ولم يشرب هو منه شيئا. فلما رجع إلى المنزل جئته بشيء من ذلك الشراب كنا خبأناه له وأقسمت عليه ليشربنه فشربه بعد جهد جهيد، وقال أشتهى لو كنت تمنيت المغفرة. وغفر له. ومن شعره قوله:

فمن كان عنى سائلا بشماتة … لما نابني أو شامتا غير سائل

فقد أبرزت منى الخطوب ابن حرة … صبورا على أهوال تلك الزلازل

وقد روى أبو القاسم على بن الحسن التنوخي عن أبيه عن جماعة أن عطارا من أهل الكرخ كان مشهورا بالسنة، ركبة ستمائة دينار دينا فأغلق دكانه وانكسر عن كسبه ولزم منزله، وأقبل على الدعاء والتضرع والصلاة ليالي كثيرة، فلما كان في بعض تلك الليالي رأى رسول الله في المنام وهو يقول له: اذهب إلى على بن عيسى الوزير فقد أمرته لك بأربعمائة دينار. فلما أصبح الرجل قصد

<<  <  ج: ص:  >  >>