الله ﷺ فأخبره بذلك، فقال: ورآه؟ قال: نعم، قال: أتدري من ذلك الرجل؟ ذاك جبريل، ولن يموت حتى يذهب بصره ويؤتى علما، وقد مات ابن عباس سنة ثمان وستين بعد ما عمى ﵁ *
وروى البيهقي من حديث المعتمر بن سليمان، حدثتنا سيابة بنت يزيد عن خمارة عن أنيسة بنت زيد بن أرقم عن أبيها، أن رسول الله ﷺ دخل على زيد يعوده في مرض كان به، قال: ليس عليك من مرضك بأس، ولكن كيف بك إذا عمرت بعدي فعميت؟ قال: إذا أحتسب وأصبر، قال: إذا تدخل الجنة بغير حساب، قال: فعمى بعد ما مات رسول الله، ثم ردّ الله عليه بصره، ثم مات.
[فصل]
وثبت في الصحيحين عن أبى هريرة، وعند مسلم عن جابر بن سمرة عن رسول الله ﷺ أنه قال: إن بين يدي الساعة ثلاثين كذابا دجالا، كلهم يزعم أنه نبي *
وقال البيهقي عن الماليني عن أبى عدي عن أبى يعلى الموصلى: حدثنا عثمان بن أبى شيبة، ثنا محمد بن الحسن الأسدي، ثنا شريك عن أبى إسحاق عن عبد الله بن الزبير قال: قال رسول الله ﷺ: لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا، منهم مسيلمة، والعنسيّ، والمختار. وشر قبائل العرب بنو أمية وبنو حنيفة وثقيف، قال ابن عدي: محمد بن الحسن له إفرادات، وقد حدث عنه الثقات، ولم أر بتحديثه بأسا، وقال البيهقي: لحديثه في المختار شواهد صحيحة * ثم أورد من طريق أبى داود الطيالسي، حدثنا الأسود بن شيبان عن أبى نوفل عن أبى عقرب عن أسماء بنت أبى بكر أنها قالت للحجاج بن يوسف:
أما إن رسول الله ﷺ حدثنا أن في ثقيف كذابا ومبيرا، فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه * قال: ورواه مسلم من حديث الأسود بن شيبان، وله طرق عن أسماء وألفاظ سيأتي إيرادها في موضعه * وقال البيهقي: أنا الحاكم وأبو سعيد عن الأصم عن عباس الدراوَرْديّ عن عبيد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان بن عيينة عن أبى المحيا عن أمه قالت: لما قتل الحجاج عبد الله بن الزبير دخل الحجاج على أسماء بنت أبى بكر فقال: يا أمّه، إن أمير المؤمنين أوصاني بك، فهل لك من حاجة؟ فقالت: لست لك بأم، ولكنى أم المصلوب على رأس الثنية، وما لي من حاجة، ولكن انتظر حتى أحدثك ما
سمعت من رسول الله ﷺ، يقول: يخرج من ثقيف كذاب ومبير، فأما الكذاب فقد رأيناه، وأما المبير فأنت، فقال الحجاج: مبير المنافقين *
وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا شريك عن أبى علوان - عبد الله بن عصمة - عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول. إن في ثقيف كذابا ومبيرا، وقد تواتر خبر المختار بن أبى عبيد الكذاب