للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كث اللحية محلوق الرأس مشمر الازار. فقال [يا رسول الله اتّق الله! فقال: ويلك أو لست أحق الناس ان يتقى الله قال ثم ولى الرجل قال خالد بن الوليد (١)]: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟ قال لا لعله أن يكون يصلى قال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه. فقال رسول الله إني لم أومر أن انقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم قال ثم نظر اليه وهو مقف فقال: إنه يخرج من ضئضئى (٢) هذا قوم ينلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية» - أظنه قال لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود -. وقد رواه البخاري في مواضع أخر من كتابه ومسلم في كتاب الزكاة من صحيحه من طرق متعددة إلى عمارة بن القعقاع به.

ثم

قال الامام احمد ثنا يحيى عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبى البختري عن على. قال:

بعثني رسول الله إلى اليمن وأنا حديث السن قال فقلت تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث ولا علم لي بالقضاء. قال: «إن الله سيهدي لسانك ويثبت قلبك» قال فما شككت في قضاء بين اثنين. ورواه ابن ماجة من حديث الأعمش به.

وقال الامام احمد حدثنا أسود بن عامر ثنا شريك عن سماك عن حنش عن على. قال: بعثني رسول الله إلى اليمن قال فقلت يا رسول الله تبعثني إلى قوم أسن منى وأنا حدث لا أبصر القضاء. قال فوضع يده على صدري وقال: «اللهمّ ثبت لسانه وأهد قلبه، يا عليّ إذا جلس إليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر ما سمعت من الأول فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك» قال فما اختلف على قضاء بعد - أو ما أشكل على قضاء بعد. ورواه احمد أيضا وأبو داود من طرق عن شريك والترمذي من حديث زائدة كلاهما عن سماك بن حرب عن حنش بن المعتمر وقيل ابن ربيعة الكناني (٣) الكوفي عن عليّ به.

وقال الامام احمد حدثنا سفيان بن عيينة عن الأجلح عن الشعبي عن عبد الله بن أبى الخليل عن زيد بن أرقم أن نفرا وطئوا امرأة في طهر فقال على: لاثنين أتطيبان نفسا لذا (٤) فقالا لا فأقبل على الآخرين فقال أتطيبان نفسا لذا فقالا لا! فقال: أنتم شركاء متشاكسون. فقال إني مقرع بينكم فأيكم قرع أغرمته ثلثي الدية وألزمته الولد قال فذكر ذلك للنّبيّ فقال لا أعلم إلا ما قال عليّ. وقال احمد ثنا شريح بن النعمان ثنا هشيم أنبأنا الأجلح عن الشعبي عن أبى الخليل عن زيد بن أرقم أن عليا أتى في ثلاثة نفر إذ كان في اليمن اشتركوا في ولد فاقرع بينهم فضمن الّذي أصابته القرعة ثلثي الدية وجعل الولد له. قال زيد بن أرقم: فأتيت النبي فأخبرته بقضاء على فضحك حتى بدت


(١) ما بين المربعين من التيمورية.
(٢) الضئضئ: الأصل.
(٣) في الخلاصة: أو ابن ربيعة بن المعتمر الكناني أبو المعتمر الكوفي عن على.
(٤) كذا في المصرية: وفي التيمورية أتطيبان نفسا كما.

<<  <  ج: ص:  >  >>