للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رواه أبو بكر بن أبي داود (١)، عن أبي حاتم السجستاني؛ سمعه يقوله.

وصحح (٢) القرطبي أنه إنما نفذ إلى الآفاق أربعة مصاحف -وهذا غريب- وأمر بما عدا ذلك من مصاحف الناس أن تحرق لئلا تختلف قراءاتُ الناس في الآفاق. وقد وافقه الصحابة في عصره على ذلك ولم ينكره أحدٌ منهم. وإنما نقم عليه ذلك (أولئك) (٣) الرهط الذين تمالؤوا عليه وقتلوه -قاتلهم الله- وذلك في جملة ما أنكروا مما لا أصل له. وأما ساداتُ المسلمين من الصحابة ومن نشأ في عصرهم ذلك من التابعين، فكلهم وافقوه.

قال أبو داود (٤) الطيالسي وابن مهدي وغندر، عن شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن رجل، عن سويد بن غفلة قال علي حين حرق عثمان المصاحف: لو لم يصنعه هو لصنعته.

وقال أبو بكر بن أبي داود (٥): حدثنا أحمد بن سنان، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال: أدركت الناس متوافرين حين حرق عثمان المصاحف، فأعجبهم ذلك، أو قال: لم ينكر ذلك منهم أحد.

وهذا إسناد صحيح.

وقال أيضًا (٦): حدثنا إسحاق بن إبراهيم الصواف، حدّثنا يحيى بن كثير، حدّثنا ثابت بن عمارة الحنفي قال: سمعت غنيم بن قيس المازني قال: قرأت القرآن على الحرفين جميعًا، والله ما يسرني أن عثمان لم يكتب المصحف وأنه ولد لكل مسلم كلما أصبح غلام فأصبح له مثل ماله. قال: قلنا له: يا أبا العنبر لم؟ قال: لو لم يكتب عثمان المصحف لطفق الناس يقرؤون الشعر.

وحدثنا يعقوب بن (٧) سفيان، حدثنا محمد بن عبد الله، حدثني عمران بن حدير، عن أبي


(١) في "المصاحف" (ص ٣٤).
(٢) في "تفسيره" (١/ ٥٤) وعبارته: "ونسخ منها عثمان نسخًا، قال غيره: قيل: سبعة، وقيل: أربعة، وهو الأكثر".
(٣) سقط من (أ).
(٤) مر تخريجه آنفًا.
(٥) في "المصاحف" (ص ١٢).
وأخرجه أبو عبيد في "فضائل القرآن" (ص ١٥٦، ١٥٧)؛ وعمر بن شبة في "تاريخ المدينة" (٣/ ١٠٠٤) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد فذكره وإسناده صحيح.
(٦) أخرجه ابن أبي داود (ص ١٣) ومن طريقه المزي في "التهذيب" (٢٣/ ١٢٣) وسنده جيد. ويحيى بن كثير هو ابن درهم العنبري؛ وثقه عباس العنبري، وابن حبان.
وقال النسائي: "ليس به بأس" وقال أبو حاتم: "صالح الحديث".
وثابت بن عمارة وثقه ابن معين والدارقطني وابن حبان. وقال أحمد والنسائي: "لا بأس به" وقال أبو حاتم: "ليس عندي بالمتين" وأبو حاتم جراح!
ورفع شأنه شعبة بن الحجاج، فقال: "تأتوني وتدعون ثابت بن عمارة".
وغنيم بن قيس أدرك النبي ولم يره، ووفد على عمر بن الخطاب، وغزا مع عتبة بن غزوان؛ ووثقه النسائي.
(٧) أخرجه ابن أبي داود (ص ١٣) وسنده صحيح.
ومحمد بن عبد الله هو الأنصاري، وعمران بن جرير وثقه الجمع.
قال يزيد بن هارون: "كان عمران أصدق الناس".
وأبو مجلز، هو: لاحق بن حميد، ثقة معروف.