للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هاشم، حدثنا شعيب بن أيوب، حدثنا ابن نمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ؛ قال: "ما بين المشرق والمغرب قبلة".

وقد رواه الدارقطني (١) والبيهقي؛ وقال: "المشهور عن ابن عمر، عن عمر () (٢)، قوله".

قال ابن جرير (٣): ويحتمل فأينما تولوا وجوهكم في دعائكم لي فهنالك وجهي أستجيب لكم دعاءكم؛ كما حدثنا القاسم (٤)، حدثنا الحسين، حدثني حجاج؛ قال: قال ابن جريج: قال مجاهد: لما نزلت: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: ٦٠] قالوا: إلى أين؟ فنزلت: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾.

قال ابن جرير (٥): ومعنى قوله: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ يسع خلقه كلهم بالكفاية والجود والإفضال. وأما قوله: ﴿عَلِيمٌ﴾ فإنه يعني عليم بأعمالهم، ما يغب عنه منها شيء، ولا يعزب عن علمه؛ بل هو بجميعها عليم.

﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (١١٦) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (١١٧)﴾.

اشتملت هذه الآية الكريمة والتي (تليها) (٦) على الرد على النصارى، عليهم لعائن الله، وكذا من أشبههم من اليهود ومن مشركي العرب؛ (من) (٧) جعل الملائكة بنات الله، فأكذب الله جميعهم في دعواهم، وقولهم: إن لله ولدًا؛ فقال تعالى: ﴿سُبْحَانَهُ﴾ أي: تعالى وتقدس وتنزه عن ذلك علوًا كبيرًا.

﴿بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ أي: ليس الأمر كما افتروا؛ وإنما له ملك السماوات والأرض (ومن فيهن) (٨)؛ وهو المتصرف فيهم، وهو خالفهم ورازقهم، ومقدرهم ومسخرهم، ومسيرهم ومصرفهم كما يشاء؛ والجميع عبيد له وملك له؛ فكيف يكون له ولد منهم؛ والولد إنما يكون متولدًا من الشيئين متناسبين، وهو ليس له نظير، ولا مشارك في عظمته وكبريائه، ولا صاحبة له؛ فكيف يكون له ولد؟ كما قال تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٠١)[الأنعام: ١٠١]، وقال تعالى: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (٨٨) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (٨٩) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (٩٠) أَنْ


(١) أخرجه الحاكم (١/ ٢٠٥) وعنه البيهقي (٢/ ٩) قال: حدثنا أبو علي محمد بن علي الإسفرائيني؛ وأخرجه الدارقطني (١/ ٢٧٠)، ومن طريقه الضياء في "المختارة" (ج ٧٣/ ق ٥٦٥/ ٢) قالا: يعني الدارقطني وشيخ الحاكم، ثنا أبو يوسف يعقوب بن يوسف الواسطى ثنا شعيب بن أيوب بهذا الإسناد سواء. قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فإن شعيب بن أيوب ثقة وقد أسنده". وقال البيهقي: "تفرد به يعقوب بن يوسف الخلال والمشهور رواية الجماعة: حماد بن سلمة، وزائدة بن قدامة، ويحيى بن سعيد وغيرهم، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر قوله". انتهى.
(٢) من (ن).
(٣) في "تفسيره" (٢/ ٥٣٤ - شا كر).
(٤) هو في "تفسير ابن جرير" (١٨٤٧) وسنده ضعيف.
(٥) في "تفسيره" (/٥٣٧).
(٦) في (ز) و (ض): "قبلها".
(٧) في (ز) و (ض) و (ن): "ممن".
(٨) ساقط من (ز) و (ض) و (ك).