للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الطبراني: حدثنا زكريا بن يحيى، حدثنا أبو كامل الجَحْدَرِيّ، حدثنا أبو عَوَانة، عن هلال بن خَبَّاب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)﴾ حتى ختم السورة، قال: نُعِيت لرسول الله نفسه حين نزلت، قال: فأخذ بأشد ما كان قط اجتهادًا في أمر الآخرة. وقال رسول الله بعد ذلك: "جاء الفتحُ ونصر الله، وجاء أهل اليَمن". فقال رجل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال: "قوم رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم، الإيمان يَمان، والفقه يمان" (١).

وقال الإمام أحمد: حدثنا وَكِيع، عن سفيان، عن عاصم، عن أبي رَزِين، عن ابن عباس قال: لما نزلت ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)﴾ علم النبي أنه قد نُعِيت إليه نفسه، فقيل: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)﴾ السورة كلها (٢).

حدثنا وَكِيع، عن سفيان، عن عاصم، عن أبي رَزِين: أن عمر سأل ابن عباس عن هذه الآية ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)﴾ قال: لما نزلت نُعيت إلى رسول الله نفسه (٣).

وقال الطبراني: حدثنا إبراهيم بن أحمد بن عُمَر الوكيعي، حدثنا أبي، حدثنا جَعفر بن عون، عن أبي العُمَيس، عن أبي بكر بن أبي الجهم، عن عُبَيد الله بن عَبد الله بن عتبة، عن ابن عباس قال: آخر سورة نزلت من القرآن جميعًا ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)(٤).

وقال الإمام أحمد أيضًا: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مُرّة، عن أبي البَختُري الطائي، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله أنه قال: لما نزلت هذه السورة: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١)﴾ قرأها رسول الله حتى ختمها، فقال: "الناس حيز، وأنا وأصحابي حيز". وقال: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية". فقال له مَرْوان: كذبت -وعنده رافع بن خَديج، وزيد بن ثابت، قاعدان معه على السرير- فقال أبو سعيد: لو شاء هذان لحدثاك، ولكن هذا يخاف أن تنزعه عن عرافة قومه، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة. فرفع مروان عليه الدرة ليضربه، فلما رأيا ذلك قالا: صدق (٥).

تفرد به أحمد، وهذا الذي أنكره مروان على أبي سعيد ليس بمنكر، فقد ثبت من رواية ابن عباس أن رسول الله قال يوم الفتح: "لا هجرة، ولكن جهاد ونية، ولكن إذا استنفرتم فانفروا". أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما (٦).


(١) أخرجه الطبراني بسنده ومتنه (المعجم الكبير ١١/ ٣٢٨ ح ١١٩٠٣) وفي سنده هلال بن خباب تغير في آخرة.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه. (المسند ١/ ٣٤٤) وسنده حسن.
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٣٥٦) وسنده حسن.
(٤) أخرجه الطبراني (المعجم الكبير ١٠/ ٣٦٩ ح ١٠٧٣٦) وسنده صحيح وتقدم تخريجه في بداية تفسير هذه السورة الكريمة.
(٥) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه. وقال محققوه: صحيح لغيره، دون قوله: "الناس حيز، وأنا وأصحابي حيز" وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه. (المسند ١٧/ ٢٥٨ ح ١١١٦٧).
(٦) تقدم تخريجه في تفسير سورة البقرة آية ٢١٦.