للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال زيد بن أسلم، عن رسول الله : ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)﴾ يعني: شبع البطون، وبارد الشراب، وظلال المساكن، واعتدال الحلق، ولذة النوم. رواه ابن أبي حاتم بإسناده المتقدم عنه في أول السورة (١).

وقال سعيد بن جبير: حتى عن شربة عسل (٢).

وقال مجاهد، عن كل لذة من لذات الدنيا (٣).

وقال الحسن البصري: نعيم الغداء والعشاء.

وقال أبو قلابة: من النعيم أكل العسل والسمن بالخبز النقي. وقول مجاهد هذا أشمل هذه الأقوال.

وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (٨)﴾ قال: النعيم: صحة الأبدان والأسماع والأبصار، يسأل الله العباد فيما استعملوها، وهو أعلم بذلك منهم، وهو قوله تعالى: ﴿إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ (٤) [الإسراء: ٣٦].

وثبت في صحيح البخاري وسنن الترمذي والنسائي وابن ماجه من حديث عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ" (٥).

ومعنى هذا: أنهم مقصرون في شكر هاتين النعمتين، لا يقومون بواجبهما، ومن لا يقوم بحق ما وجب عليه، فهو مغبون.

وقال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا القاسم بن محمد بن يحيى المروزي، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، حدثنا أبو حمزة، عن ليث، عن أبي فزارة، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "ما فوق الإزار، وظل الحائط، وخُبْز، يحاسب به العبد يوم القيامة، أو يسأل عنه" (٦)، ثم قال: لا نعرفه إلا بهذا الإسناد.

وقال الإمام أحمد: حدثنا بَهْزُ وعفان قالا: حدثنا حماد -قال عفان في حديثه: قال إسحاق بن عبد الله، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي قال: "يقول الله ﷿: -قال عفان: يوم


= عن عامر، ويشهد له ما أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس بنحوه.
(١) سنده ضعيف لأنه مرسل، والراوي عنه ابنه عبد الرحمن وهو ضعيف.
(٢) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق بكير بن عتيق عن سعيد بن جبير.
(٣) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، وكذا أبو نعيم (حلية الأولياء ٣/ ٢٨١).
(٤) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
(٥) صحيح البخاري، الرقاق، باب ما جاء في الرقاق وأن لا عيش إلا عيش الآخرة (ح ٦٤١٢)؛ وسنن الترمذي، الزهد، باب الصحة والفراغ (ح ٢٣٠٤)؛ وسنن ابن ماجه، الزهد، باب الحكمة (ح ٤١٧٠).
(٦) أخرجه البزار بسنده ومتنه (مختصر زوائد مسند البزار ٢/ ٥٠٥ ح ٢٣٠١) قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سُليم، وقد وثق على ضعف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح غير القاسم بن محمد بن يحيى المروزي وهو ثقة. (مجمع الزوائد ١٠/ ٢٦٧).