للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (٢) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (٣)(١) [الإنسان].

﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (١٤) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (١٥) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (١٦) ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (١٧) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (١٨) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (١٩) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (٢٠)﴾.

قال ابن جرير: حدثني عمر بن إسماعيل بن مجالد، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن أبيه، عن [عطية] (٢)، عن ابن عمر في قوله تعالى: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ﴾ أي: دخل ﴿الْعَقَبَةَ﴾ قال: جبل في جهنم (٣).

وقال كعب الأحبار: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١)﴾ هو سبعون درجة في جهنم (٤).

وقال الحسن البصري: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١)﴾ قال: عقبة في جهنم (٥).

وقال قتادة: إنها عقبة قحمة شديدة فاقتحموها بطاعة الله تعالى (٦).

وقال قتادة: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢)﴾ ثم أخبر تعالى عن اقتحامها فقال: ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعَامٌ﴾.

وقال ابن زيد: ﴿فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (١١)﴾ أي: أفلا سلك الطريق التي فيها النجاة والخير ثم بيَّنها فقال تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (١٢) فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣) أَوْ إِطْعَامٌ﴾ (٧). قُرئ ﴿فَكُّ رَقَبَةٍ (١٣)﴾ بالإضافة، وقريء على أنه فعل وفيه ضمير الفاعل والرقبة مفعوله، وكلتا القراءتين معناهما متقارب (٨).

قال الإمام أحمد: حدثنا [مكي] (٩) بن إبراهيم، حدثنا عبد الله -يعني: ابن سعيد بن أبي هند-، عن إسماعيل بن أبي حكيم، مولى آل الزبير، عن سعيد بن مرجانة أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله : "من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب؛ -أي: عضوٍ- منها إربًا منه من النار حتى إنه ليعتق باليد اليد وبالرجل الرجل وبالفرج الفرج".

فقال علي بن الحسين: أنت سمعت هذا من أبي هريرة؟ فقال سعيد: نعم. فقال علي بن الحسين لغلام له أفره غلمانه: ادع مطرفًا، فلما قام بين يديه قال: اذهب فأنت حرٌّ لوجه الله (١٠).


(١) أخرجه الطبري عن أبي كريب به، وفي سنده عيسى بن عقال مسكوت عنه، وهو مخالف ما ثبت عن ابن عباس.
(٢) كذا في (حم) وتفسير الطبري، وفي الأصل و (ح): أبي عطية والتصويب من ترجمة عطية وهو العوفي، ومن التخريج.
(٣) أخرجه الطبري بسنده ومتنه؛ وأخرجه ابن أبي شيبة من طريق عبد الله بن إدريس به (المصنف ١١/ ٣٠٧). وسنده ضعيف لضعف عطية العوفي.
(٤) أخرجه الطبري من طريق حنش عن كعب، وسنده ضعيف لأنه مثل المرسل.
(٥) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق أبي رجاء عن الحسن.
(٦) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي عروبة عن قتادة.
(٧) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن وهب عن ابن زيد.
(٨) القراءتان متواترتان.
(٩) كذا في المسند، وفي الأصل صحف إلى: "علي".
(١٠) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وصحح سنده محققوه. (المسند ١٥/ ٢٦٠، ٢٦١ ح ٩٤٤١).