للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رجل إلى ابن مسعود فقال: قرأت المفصَّل الليلة في ركعة. فقال هذًّا كهذِّ (١) الشعر لقد عرفت النظائر التي كان رسول الله يقرن بينهن، فذكر عشرين سورة من المفصل سورتين في ركعة (٢).

وقوله تعالى: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا (٥)﴾ قال الحسن وقتادة: أي العمل به (٣).

وقيل: ثقيل وقت نزوله من عظمته (٤)، كما قال زيد بن ثابت : أنزل على رسول الله وفخذه على فخذي، فكادت ترضُّ فخذي (٥).

وقال الإمام أحمد: حدثنا قتيبة، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمرو بن الوليد، عن عبد الله بن عمرو قال: سألت النبي فقلت: يا رسول الله هل تحسُّ بالوحي؟ فقال رسول الله : "أسمع صلاصل ثم أسكت عند ذلك، فما من مرة يوحى إليَّ إلا ظننت أن نفسي تقبض" (٦). تفرد به أحمد.

وفي أول صحيح البخاري، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة : أن الحارث بن هشام سأل رسول الله : كيف يأتيك الوحي؟ فقال: "أحيانًا يأتي في مثل صلصلة الجرس وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت عنه ما قال، وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلًا فيكلمني فأعي ما يقول" قالت عائشة: ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقًا (٧)، هذا لفظه.

وقال الإمام أحمد: حدثنا سليمان بن داود، أخبرنا عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: إن كان ليوحى إلى رسول الله وهو على راحلته فتضرب بجرانها (٨) (٩).

وقال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه أن النبي كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها، فما تستطيع أن تحرك حتى يسرى عنه (١٠). وهذا مرسل، الجِران هو باطن العنق، واختار ابن جرير أنه ثقيل من الوجهين معًا، كما قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، كما ثقل في الدنيا ثقل يوم القيامة في الموازين (١١).


(١) الهذّ: سرعة القراءة.
(٢) أخرجه البخاري بسنده ومتنه وزيادة (الصحيح، الأذان، باب الجمع بين السورتين في الركعة ح ٧٧٥) ولقد ذكر الحافظ ابن حجر عدة روايات تفصح عن السور النظائر (فثح الباري ٢/ ٢٥٩).
(٣) أخرجه عبد الرزاق والطبري بسند صحيح من طريق معمر عن قتادة، وأخرجه الطبري بسند صحيح من طريق أبي رجاء عن الحسن.
(٤) ورد بذلك عدة أحاديث ثابتة (ينظر: المسند ٤١/ ٣٦٢ ح ٢٤٨٦٨) مع الحاشية.
(٥) تقدم تخريجه في تفسير سورة النساء آية ٩٥.
(٦) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وضعف سنده محققوه. (المسند ١١/ ٦٤٢ ح ٧٠٧١).
(٧) تقدم تخريجه في تفسير سورة الشورى آية (٥).
(٨) بكسر الجيم أي: باطن العنق.
(٩) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٤١/ ٣٦٢ ح ٢٤٨٦٨) وحسن سنده محققوه؛ وأخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/ ٥٠٥).
(١٠) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده مرسل ويشهد له سابقه.
(١١) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق ابن وهب عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم.