للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعن أبي هريرة قال: إن رسول الله قال: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر" أخرجاه (١).

ويستحب له أن يلبس أحسن ثيابه ويتنظف ويتسوك وينتظف ويتطهر. وفي حديث أبي سعيد المتقدم "غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم والسواك وأن يمس من طيب أهله".

وقال الإمام أحمد: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم التيمي، عن عمران بن أبي يحيى، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبي أيوب الأنصاري: سمعت رسول الله يقول: "من اغتسل يوم الجمعة ومس من طيب أهله إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه ثم خرج حتى يأتي المسجد فيركع إن بدا له ولم يؤذ أحدًا، ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى" (٢).

وفي سنن أبي داود وابن ماجه، عن عبد الله بن سلام ، أنه سمع رسول الله يقول على المنبر: "ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته" (٣).

وعن عائشة أن رسول الله خطب الناس يوم الجمعة، فرأى عليهم ثياب النمار فقال: "ما على أحدكم إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته" رواه ابن ماجه (٤).

وقوله تعالى: ﴿إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ﴾ المراد بهذا النداء هو النداء الثاني الذي كان يفعل بين يدي رسول الله إذا خرج فجلس على المنبر، فإنه كان حينئذٍ يؤذن بين يديه فهذا هو المراد، فأما النداء الأول الذي زاده أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، فإنما كان هذا لكثرة الناس كما رواه البخاري حيث قال: حدثنا آدم - هو: ابن أبي إياس -، حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن السائب بن يزيد قال: كان النداء يوم الجمعة أوله إذا جلس الإمام على المنبر على عهد رسول الله وأبي بكر وعمر، فلما كان عثمان بعد زمن وكَثُر الناس، زاد النداء الثاني على الزوراء (٥). يعني يؤذن به على الدار التي تسمى بالزوراء، وكانت أرفع دار بالمدينة بقرب المسجد.


= فضل الغسل يوم الجمعة (ح ٤٩٦) وسنن النسائي، الجمعة، باب فضل غسل يوم الجمعة ٣/ ٩٥، وسنن ابن ماجه، الإقامة، باب ما جاء في الغسل يوم الجمعة (ح ١٠٨٧) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ٨٩١).
(١) صحيح البخاري، الجمعة، باب فضل الجمعة (ح ٨٨١) وصحيح مسلم، الجمعة، باب الطيب والسواك يوم الجمعة (ح ٨٥٠).
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٣٨/ ٥٤٧ ح ٢٣٥٧١) وقال محققوه: صحيح لغيره.
(٣) سنن أبي داود، الصلاة، باب اللبس للجمعة (ح ١٠٧٨) وسنن ابن ماجه، الإقامة، باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة (ح ١٠٩٥) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ٨٩٨).
(٤) المصدر السابق (ح ١٠٩٦) وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (ح ٨٩٩).
(٥) أخرجه البخاري بسنده ومتنه (الصحيح، الجمعة، باب الأذان يوم الجمعة ح ٩١٢).