للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

مسنِدًا ظهره إلى البيت المعمور، لأنه باني الكعبة الأرضية، والجزاء من جنس العمل، وهو بحيال الكعبة، وفي كل سماء بيت يتعبد فيه أهلها ويصلون إليه والذي في السماء الدنيا يقال له بيت العزَّة (١). والله أعلم.

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الوليد، حدثنا روح بن جناح، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي قال: "في السماء السابعة بيت يقال له المعمور بحيال الكعبة، وفي السماء الرابعة نهر يقال له: الحيوان يدخله جبريل كل يوم فينغمس فيه انغماسة، ثم يخرج فينتفض انتفاضة، يخرُّ عنه سبعون ألف قطرة، يخلق الله من كل قطرة ملكًا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور، فيصلوا فيه فيفعلون ثم يخرجون فلا يعودون إليه أبدًا، ويولى عليهم أحدهم يؤمر أن يقف بهم من السماء موقفًا يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة" (٢)، هذا حديث غريب جدًا، تفرد به روح بن جناح هذا وهو القرشي الأموي مولاهم أبو سعد الدمشقي، وقد أنكر عليه هذا الحديث جماعة من الحفاظ، منهم الجوزجاني والعقيلي (٣) والحاكم أبو عبد الله النيسابوري وغيرهم، قال الحاكم: لا أصل له من حديث أبي هريرة ولا سعيد ولا الزهري.

وقال ابن جرير: حدثنا هناد بن السري، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، أن رجلًا قال لعلي: ما البيت المعمور؟ قال: بيت في السماء يقال له: الضُّراح (٤)، وهو بحيال الكعبة من فوقها، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة ثم لا يعودون فيه أبدًا (٥). وكذا رواه شعبة وسفيان الثوري عن سماك، وعندهما أن ابن الكواء هو السائل عن ذلك، ثم رواه ابن جرير، عن أبي كريب، عن طلق بن غنام، عن زائدة، عن عاصم، عن علي بن ربيعة قال: سأل ابن الكواء عليًا عن البيت المعمور قال: مسجد في السماء يقال له: الضراح، يدخله كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة ثم لا يعودون فيه أبدًا (٦). ورواه من حديث أبي الطفيل عن علي بمثله (٧).

وقال العوفي، عن ابن عباس: هو بيت حذاء العرش تعمره الملائكة، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفًا من الملائكة ثم لا يعودون إليه (٨). وكذا قال عكرمة ومجاهد وغير واحد


(١) تقدم تخريجه في تفسير سورة الإسراء آية ١.
(٢) سنده ضعيف لضعف روح بن جناح الذي اتهمه ابن حبان بالوضع. (ينظر التقريب ص ٢١١).
(٣) ينظر الضعفاء الكبير ٢/ ٥٩.
(٤) الضراح: بيت في السماء حيال الكعبة (النهاية ٣/ ٨١).
(٥) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وفي سنده خالد بن عرعرة سكت عنه البخاري (التاريخ الكبير ٣/ ١٦٢) وذكره ابن حبان في الثقات (٤/ ٢٠٥) ويتقوى بالروايات التالية وما فيها من متابعات كمتابعة علي بن ربيعة وأبي الطفيل. وأخرجه الضياء من طريق سماك به (المختارة ح ٤٣٨).
(٦) أخرجه الطبري بسنده ومتنه.
(٧) أخرجه عبد الرزاق (المصنف رقم ٨٨٧٥) والضياء المقدسي (رقم ٥٥٧)، والبستي والطبري كلهم من طريق أبي الطفيل به، وسنده صحيح.
(٨) أخرجه الطبري بسند ضعيف من طريق العوفي به ويتقوى بالحديث المرفوع الصحيح المتقدم في أول تفسير هذه الآية الكريمة.