للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عزم. داعيًا بوحيك، حافظًا لعهدك، ماضيًا على نفاذ أمرك حتى أورى قبسًا لقابس، آلاء الله تصل بأهله أسبابه، به هديت القلوب بعد خوضات الفتن والإثم، وأبهج موضحات الأعلام، ونائرات الأحكام، ومنيرات الإسلام، فهو أمينك المأمون، وخازن علمك المخزون، وشهيدك يوم الدين، وبعيثك نعمة، ورسولك بالحق رحمة، اللَّهم افسح له في عدنك، واجزه مضاعفات الخير من فضلك، مهنآت غير مكدرات، من فوز ثوابك المحلول وجزيل عطائك المجمول، اللَّهم أعل على بناء البانين بنيانه. وأكرم مثواه لديك ونزله، وأتمم له نوره واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة، مرضي المقالة ذا منطق عدل، وخطة فصل، وحجة وبرهان عظيم (١). هذا مشهور من كلام علي ، وقد تكلم عليه ابن قتيبة في مشكل الحديث، وكذا أبو الحسين أحمد بن فارس اللغوي في جزء جمعه في فضل الصلاة على النبي إلا أن في إسناده نظرًا.

قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي: سلامة الكندي هذا ليس بمعروف ولم يدرك عليًا، كذا قال: وقد روى الحافظ أبو القاسم الطبراني هذا الأثر عن محمد بن علي الصائغ، عن سعيد بن منصور، حدثنا نوح بن قيس، عن سلامة الكندي قال: كان علي يعلمنا الصلاة على النبي فيقول: اللَّهم داحي المدحوات، وذكره.

حديث آخر موقوف: قال ابن ماجه: حدثنا الحسين بن بيان، حدثنا زياد بن عبد الله، حدثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، عن أبي فاختة، عن الأسود بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود قال: إذا صليتم على رسول الله ، فأحسنوا الصلاة عليه، فإنكم لا تدرون لعل ذلك يعرض عليه، قال: فقالوا له علمنا، قال: قولوا: اللَّهم اجعل صلواتك ورحمتك وبركاتك على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، محمد عبدك ورسولك، إمام الخير وقائد الخير، ورسول الرحمة، اللَّهم ابعثه مقامًا محمودًا يغبطه به الأولون والآخرون، اللَّهم صلِّ على محمد وعلى آله محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللَّهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد (٢)، وهذا موقوف، وقد روى إسماعيل القاضي عن عبد الله بن عمرو أو عمر على الشك من الراوي قريبًا من هذا (٣).

حديث آخر: قال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا أبو إسرائيل، عن يونس بن خباب قال: خطبنا بفارس فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٥٦)﴾ فقال: أنبأني من سمع ابن عباس يقول: هكذا أنزل،


(١) أخرجه أبو نعيم من طريق سعيد بن منصور به (عوالي سعيد بن منصور رقم ١٨) وسنده ضعيف لأن سلامة الكندي مجهول ولم يسمع من علي (ينظر الجرح والتعديل ٤/ ٣٠٠).
(٢) أخرجه ابن ماجه بسنده ومتنه (السنن، إقامة الصلاة، باب الصلاة على النبي ح ٩٠٦) وفي سنده المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود، صدوق اختلط وضابطه من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط (التقريب ص ٢٤٤)، ولبعض هذا الحديث له شواهد صحيحة تقدم ذكرها في بداية هذه الأحاديث.
(٣) فضل الصلاة على النبي (رقم ٦٢).