للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

عليك". قال: فقال رسول الله : "إنه ليصل إلى قلبه عند ذلك فرحة لا ترتد أبدًا" قال: قالت عائشة: يفتح له سبعة وسبعون بابًا إلى الجنة، يأتيه ريحها وبردها حتى يبعثه الله ﷿ (١).

وبالإسناد المتقدم إلى النبي قال: "ويقول الله تعالى لملك الموت: انطلق إلى عدوي فأتني به، فإني قد بسطت له رزقي، ويسرت له نعمتي، فأبى إلا معصيتي فأتني به، لأنتقم منه، قال: فينطلق إليه ملك الموت في أكره صورة رآها أحد من الناس قط، له ثنتا عشر عينًا، ومعه سفود من النار، كثير الشوك ومعه خمسمائة من الملائكة معهم نحاس وجمر من جمر جهنم، ومعهم سياط من نار لينهالين السياط، وهي نار تأجج - قال:- فيضربه ملك الموت بذلك السفود ضربة يغيب كل أصل شوكة من ذلك السفود في أصل كل شعرة وعرق وظفر - قال:- ثم يلويه ليًا شديدًا - قال:- فينزع روحه من أظفار قدميه - قال:- فيلقيها في عقبيه - قال:- فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة فيرفّه ملك الموت عنه - قال:- وتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط - قال:- فيشده ملك الموت شدة فينزع روحه من عقبيه فيلقيها في ركبتيه، ثم يسكر عدو الله عند ذلك سكرة فيرفه ملك الموت عنه - قال:- فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط - قال:- فينتره (٢) ملك الموت نترة فينزع روحه من ركبتيه فيلقيها في حقويه، فيسكر عدو الله عند ذلك سكرة فيرفه ملك الموت عنه - قال:- فتضرب الملائكة وجهه ودبره بتلك السياط - قال كذلك إلى صدره ثم - كذلك إلى حلقه - قال:- ثم تبسط الملائكة ذلك النحاس وجمر جهنم تحت ذقنه - قال:- ويقول ملك الموت: اخرجي أيتها الروح اللعينة إلى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم - قال:- فإذا قبض ملك الموت روحه، قال الروح للجسد: جزاك الله عني شرًا فقد كنت سريعًا بي إلى معصية الله، بطيئًا بي عن طاعة الله، فقد هلكت وأهلكت - قال:- ويقول: الجسد للروح مثل ذلك، وتلعنه بقاع الأرض التي كان يعصي الله عليها، وتنطلق جنود إبليس إليه فيبشرونه بأنهم قد أوردوا عبدًا من ولد آدم النار - قال:- فإذا وضع في قبره ضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه حتى تدخل اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى - قال:- ويبعث الله إليه أفاعي دهمًا كأعناق الإبل، يأخذن بأرنبته (٣) وإبهامي قدميه فيقرضنه حتى يلتقين في وسطه - قال:- ويبعث الله ملكين أبصارهما كالبرق الخاطف، وأصواتهما كالرعد القاصف وأنيابهما كالصياصي وأنفاسهما كاللهب يطآن في أشعارهما بين منكبي كل واحد منهما مسيرة كذا وكذا، قد نزعت منهما الرأفة والرحمة، يقال لهما: منكر ونكير، في يد كل واحد منهما مطرقة لو اجتمع عليها ربيعة ومضر لم يقلوها - قال:- فيقولان له: اجلس، فيستوي جالسًا وتقع أكفانه في حقويه - قال:- فيقولان له: من ربك، وما دينك، ومن نبيك؟ فيقول: لا أدري، فيقولان له: لا دريت ولا تليت، فيضربانه ضربة يتطاير شررها في قبره ثم يعودان، قال: فيقولان: انظر فوقك فينظر،


(١) سنده ضعيف لضعف يزيد الرقاشي، وبكر بن خنيس صدوق له أوهام وتكلم فيه ابن حبان (ينظر: التقريب ص ١٢٦)، وضعفه الحافظ ابن كثير سندًا ومتنًا كما سيأتي، وعزاه الحافظ ابن حجر لأبي يعلى ثم قال: هذا حديث عجيب السياق، وهو شاهد لكثير مما ثبت في حديث البراء الطويل المشهور، ولكن إسناده غريب وفيه ضعف (المطالب العالية ٤/ ٣٨٢).
(٢) فينتره: أي يجذبه بعنف.
(٣) الأرنبة: طرف الأنف.