للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال البزار: حدثنا سلمة بن شبيب وأحمد بن منصور قالا: حدثنا إبراهيم بن الحكم بن أبان، حدثنا أبي، عن عكرمة، عن أبي هريرة أنه أعرابيًا جاء إلى رسول الله يستعينه في شيء قال عكرمة: أراه قال: في دم، فأعطاه رسول الله شيئًا ثم قال: "أحسنت إليك" قال الأعرابي: لا، ولا أجملت، فغضب بعض المسلمين وهمُّوا أن يقوموا إليه، فأشار رسول الله إليهم أن كفُّوا، فلما قام رسول الله وبلغ إلى منزله دعا الأعرابي إلى البيت فقال: "إنك إنما جئتنا تسألنا فأعطيناك فقلت ما قلت" فزاده رسول الله شيئًا وقال: "أحسنت إليك؟ " فقال الأعرابي: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرًا. قال النبي : "إنك جئتنا فسألتنا فأعطيناك فقلت ما قلت، وفي أنفس أصحابي عليك من ذلك شيء فإذا جئت فقل بين أيديهم ما قلت بي يدي حتى يذهب عن صدورهم" فقال: نعم. فلما جاء الأعرابي قال رسول الله : "إن صاحبكم كان جاء فسألنا فأعطيناه فزعم أنه قد رضي، كذلك يا أعرابي؟ " فقال الأعرابي: نعم فجزاك الله من أهل وعشيرة خيرًا.

فقال النبي : "إن مثلي ومثل هذا الأعرابي كمثل رجل كانت له ناقة فشردت عليه فاتبعها الناس فلم يزيدوها إلا نفورًا. فقال لهم صاحب الناقة: خلوا بيني وبين ناقتي فأنا أرفق بها وأنا أعلم بها، فتوجه إليها وأخذ لها من قتام الأرض (١) ودعاها حتى جاءت واستجابت وشد عليها رحلها، وإني لو أطعتكم حيث قال ما قال لدخل النار" (٢)، رواه البزار ثم قال: لا نعلمه يروى إلا من هذا الوجه.

(قلت): وهو ضعيف بحال إبراهيم بن الحكم بن أبان، والله أعلم.

وقوله: ﴿بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ كقوله: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢١٦) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧)[الشعراء] وهكذا أمره تعالى في هذه الآية الكريمة وهي قوله تعالى: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ أي: تولوا عما جئتم به من الشريعة العظيمة المطهرة الكاملة الشاملة ﴿فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ أي: الله كافي لا إله إلا هو عليه توكلت، كما قال تعالى: ﴿رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا (٩)[المزمل].

﴿وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ أي: هو مالك كل شيء وخالقه، لأنه ربُّ العرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات وجميع الخلائق من السموات والأرضين وما فيهما وما بينهما تحت العرش مقهورون بقدرة الله تعالى، وعلمه محيط بكل شيء، وقدره نافذ في كل شيء، وهو على كل شيء وكيل.

قال [عبد الله بن] (٣) الإمام أحمد: حدثنا محمد بن أبي بكر، حدثنا بشر بن عمر، حدثنا شعبة، عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس ، عن أُبي بن كعب


(١) أي: غبار الأرض.
(٢) أخرجه البزار كما في كشف الأستار (ح ٢٤٧٦) وسنده ضعيف لضعف إبراهيم بن الحكم بن أبان وهو العدني كما في التقريب (ص ٦٩)، وكذا ضعفه الحافظ ابن كثير.
(٣) الزيادة من المسند.