للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال: في الصلاة (١)، وكذا رواه غير واحد عن مجاهد.

وقال عبد الرزاق، عن الثوري، عن ليث، عن مجاهد قال: لا بأس إذا قرأ الرجل في غير الصلاة أن يتكلم (٢). وكذا قال سعيد بن جبير والضحاك وإبراهيم النخعي وقتادة والشعبي والسدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: إن المراد بذلك في الصلاة (٣).

وقال شعبة، عن منصور: سمعت إبراهيم بن أبي حمزة يحدث أنه سمع مجاهدًا يقول في هذه الآية: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا﴾ قال: في الصلاة والخطبة يوم الجمعة (٤)، وكذا روى ابن جريج عن عطاء مثله (٥).

وقال هشيم، عن الربيع بن صبيح، عن الحسن قال: في الصلاة وعند الذكر (٦).

وقال ابن المبارك، عن بقية: سمعت ثابت بن عجلان يقول: سمعت سعيد بن جبير يقول في قوله: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا﴾ قال: الإنصات يوم الأضحى ويوم الفطر ويوم الجمعة وفيما يجهر به الإمام من الصلاة (٧). وهذا اختيار ابن جرير أن المراد من ذلك الإنصات في الصلاة وفي الخطبة، كما جاء في الأحاديث من الأمر بالإنصات خلف الإمام وحال الخطبة.

وقال عبد الرزاق، عن الثوري، عن ليث، عن مجاهد أنه كره إذا مرّ الإمام بآية خوف أو بآية رحمة أن يقول أحد من خلفه شيئًا، قال: السكوت (٨).

وقال مبارك بن فضالة، عن الحسن: إذا جلست إلى القرآن فأنصت له (٩).

وقال الإمام أحمد: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، حدثنا عبَّاد بن ميسرة، عن الحسن، عن أبي هريرة أن رسول الله قال: "من استمع إلى آية من كتاب الله كُتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورًا يوم القيامة" (١٠). تفرد به الإمام أحمد رحمه الله تعالى.

﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (٢٠٥) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (٢٠٦)﴾.

يأمر تعالى بذكره أول النهار وآخره كثيرًا، كما أمر بعبادته في هذين الوقتين في قوله: ﴿وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: ٣٩] وقد كان هذا قبل أن تفرض الصلوات الخمس


(١) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده صحيح.
(٢) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وسنده حسن.
(٣) قول سعيد بن جبير وقتادة والسدي وعبد الرحمن أخرجه الطبري بأسانيد ثابتة.
(٤) أخرجه الطبري من طريق شعبة به وأخرجه من طرق أخرى يقوي بعضها بعضًا عن مجاهد.
(٥) أخرجه عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء، وسنده صحيح.
(٦) أخرجه الطبري من طريق هشيم به، وسنده حسن.
(٧) أخرجه الطبري من طريق ابن المبارك به، وسنده حسن.
(٨) أخرجه الطبري من طريق عبد الرزاق به، وسنده حسن.
(٩) أخرجه ابن أبي حاتم من طريق مبارك بن فضالة به، وسنده حسن.
(١٠) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١٤/ ١٩١ - ١٩٢ ح ٨٤٩٤)، وضعف سنده محققوه لضعف عباد، والحسن لم يسمع من أبي هريرة.