للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ابني إبراهيم. فيأتون إبراهيم فيسألونه أن يشفع لهم عند ربهم، فيقول: تعلمون من أحد اتخذه الله خليلًا هل تعلمون أن أحدًا أحرقه قومه بالنار في الله غيري؟ فيقولون: لا. فيقول: ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم، ولكن ائتوا ابني موسى، فيأتون موسى فيقول: هل تعلمون من أحد كلمه الله تكليمًا وقربه نجيًا غيري؟ فيقولون: لا. فيقول: ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا عيسى. فيأتونه فيقولون له: اشفع لنا عند ربك. فيقول: هل تعلمون أحدًا خلقه الله من غير أب؟ فيقولون: لا. فيقول: هل تعلمون من أحد كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله غيري؟ قال: فيقولون: لا، فيقول: أنا حجيج نفسي ما علمت كنهه ما أستطيع أن أشفع لكم ولكن ائتوا محمدًا . فيأتوني فأضرب بيدي على صدري، ثم أقول: أنا لها، ثم أمشي حتى أقف بين يدي العرش، فآتي ربي ﷿، فيفتح لي من الثناء ما لم يسمع السامعون بمثله قط، ثم أسجد فيقال لي: يا محمد ارفع رأسك وسل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي ثم أثني على ربي ﷿ ثم أخر ساجدًا، فيقال لي: ارفع رأسك وسل تعطه واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: ربي أمتي. فيقول: هم لك. فلا يبقى نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا غبطني بذلك المقام وهو المقام المحمود، فآتي بهم الجنة فأستفتح فيفتح لي ولهم، فيُذهب بهم إلى نهر يقال له: نهر الحيوان حافتاه قصب مكلّل باللؤلؤ، ترابه المسك وحصباؤه الياقوت، فيغتسلون منه، فتعود إليهم ألوان أهل الجنة وريح أهل الجنة، فيصيرون كأنهم الكواكب الدرّية ويبقى في صدورهم شامات بيض يُعرفون بها يقال: مساكين أهل الجنة (١).

﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (٥٠) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (٥١)﴾.

يخبر تعالى عن ذلّة أهل النار وسؤالهم أهل الجنة من شرابهم وطعامهم وأنهم لا يجابون إلى ذلك قال السدي: ﴿وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ﴾ يعني: الطعام (٢).

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: يستطعمونهم ويستسقونهم (٣).

وقال الثوري، عن عثمان الثقفي، عن سعيد بن جبير في هذه الآية قال: ينادي الرجل أباه أو أخاه فيقول له قد احترقت فأفضْ عليَّ من الماء. فيقال لهم: أجيبوهم، فيقولون: ﴿إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (٤).

وروي من وجه آخر عن سعيد، عن ابن عباس، مثله سواء (٥).


(١) أخرجه الطبري من طريق السدي عن حذيفة، وسنده ضعيف لأن السدي لم يسمع حذيفة ، ولكثير منه شواهد في الصحيحين تقدم في حديث الشفاعة في سورة البقرة.
(٢) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق أسباط عن السدي.
(٣) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق عبد الله بن وهب عن عبد الرحمن.
(٤) أخرجه الطبري بسند حسن من طريق الثوري به لكنه مرسل يتقوى بتاليه.
(٥) أخرجه ابن أبي حاتم بسند صحيح من طريق الثوري بمثل سابقه.