للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأعراف؟ فقال حائط الجنة تجري فيه الأنهار وتنبت فيه الأشجار والثمار (١). ورواه البيهقي عن ابن بشران، عن علي بن محمد المصري، عن يوسف بن يزيد، عن الوليد بن موسى به (٢).

وقال سفيان الثوري: عن خصيف، عن مجاهد قال أصحاب الأعراف قوم صالحون فقهاء علماء (٣).

وقال ابن جرير: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن علية، عن سليمان التيمي، عن أبي مِجلز في قوله تعالى: ﴿وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ﴾ قال هم رجال من الملائكة يعرفون أهل الجنة وأهل النار قال: ﴿وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (٤٦) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٤٧) وَنَادَى أَصْحَابُ الْأَعْرَافِ رِجَالًا يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ (٤٨) أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ﴾ قال: فيقال حين يدخل أهل الجنة الجنة ﴿ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ [الأعراف: ٤٩] (٤). وهذا صحيح إلى أبي مجلز لاحق بن حميد أحد التابعين وهو غريب من قوله وخلاف الظاهر من السياق وقول الجمهور مقدم على قوله بدلالة الآية على ما ذهبوا إليه، وكذا قول مجاهد إنهم قوم صالحون علماء فقهاء فيه غرابة أيضًا، والله أعلم، وقد حكى القرطبي وغيره فيهم اثني عشر قولًا منها: أنهم شهدوا أنهم صلحاء تهرعوا من فزع الآخرة، وخلق يطلعون على أخبار الناس وقيل: هم أنبياء وقيل هم ملائكة.

وقوله تعالى: ﴿يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ﴾ قال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس قال: يعرفون أهل الجنة ببياض الوجوه وأهل النار بسواد الوجوه (٥). وكذا روى الضحاك عنه (٦)، وقال العوفي، عن ابن عباس: أنزلهم الله تلك المنزلة ليعرفوا من في الجنة والنار وليعرفوا أهل النار بسواد الوجوه. ويتعوذوا بالله أن يجعلوهم مع القوم الظالمين وهم في ذلك يحيون أهل الجنة بالسلام لم يدخلوها وهم يطمعون أن يدخلوها وهم داخلوها إن شاء الله (٧). وكذا قال مجاهد والضحاك والسدي والحسن وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم (٨).

وقال معمر، عن الحسن: إنه تلا هذه الآية ﴿لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ﴾ قال: والله ما جعل ذلك الطمع في قلوبهم إلا لكرامة يريدها بهم (٩).


(١) في سنده الوليد بن موسى: متروك يروي الموضوعات (لسان الميزان ٦/ ٢٢٧)، فسنده ضعيف جدًا وفي متنه غرابة.
(٢) البعث والنشور (ح ١١٧) وسنده كسابقه.
(٣) أخرجه هناد (الزهد ٢٠٣)، وابن أبي حاتم من طريق الثوري به، وفي سنده خصيف صدوق سيء الحفظ كما في التقريب.
(٤) أخرجه الطبري بسنده ومتنه، وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق زهير بن معاوية عن سليمان التيمي به مقطعًا، وسنده صحيح وصححه الحافظ ابن كثير.
(٥) أخرجه الطبري بسند ثابت من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
(٦) أخرجه الطبري بسند ضعيف فيه إبهام شيخ الطبري ويشهد له سابقه.
(٧) أخرجه الطبري بسند ضعيف عن العوفي به ويشهد له سابقه ولاحقه.
(٨) قول مجاهد والسدي وعبد الرحمن بن زيد أخرجه الطبري بأسانيد ثابتة.
(٩) أخرجه الطبري بسند صحيح من طريق معمر به.