للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسلم، ومن طريق ابن وهب أيضًا عن سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، كلاهما عن عبد الرحمن بن وعلة، عن ابن عباس به (١)، ورواه النسائي عن قتيبة، عن مالك به.

(حديث آخر) قال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر المقدمي، حَدَّثَنَا أبو بكر الحنفي، حَدَّثَنَا عبد الحميد بن جعفر، عن شهر بن حوشب، عن تميم الداري أنه كان يهدي لرسول الله كل عام راوية من خمر، فلما أنزل الله تحريم الخمر جاء بها، فلما رآها رسول الله ضحك وقال: "إنها قد حُرِّمت بعدك" قال: يا رسول الله فابيعها وأنتفع بثمنها، فقال رسول الله : "لعن الله اليهود، حُرِّمت عليهم شحوم البقر والغنم، فأذابوه وباعوه، والله حَرَّم الخمر وثمنها" (٢).

وقد رواه أيضًا الإمام أحمد فقال: حَدَّثَنَا روح، حَدَّثَنَا عبد الحميد بن بهرام قال: سمعت شهر بن حوشب قال: حدثني عبد الرحمن بن غُنم، أن الداري كان يهدي لرسول الله كل عام راوية من خمر، فلما كان عام حُرِّمت، جاء براوية، فلما نظر إليه ضحك، فقال: "أشعرت أنها قد حُرِّمت بعدك" فقال: يا رسول الله، ألا أبيعها وأنتفع بثمنها؟ فقال رسول الله: "لعن الله اليهود انطلقوا إلى ما حُرِّم عليهم من شحم البقر والغنم، فأذابوه، فباعوا به ما يأكلون، وإن الخمر حرام وثمنها حرام، وإن الخمر حرام وثمنها حرام، وإن الخمر حرام وثمنها حرام" (٣).

(حديث آخر) قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا قتيبة بن سعيد، حَدَّثَنَا ابن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن نافع بن كيسان أن أباه أخبره أنه كان يتجر في الخمر في زمن رسول الله وأنه أقبل من الشام ومعه خمر في الزقاق يريد بها التجارة، فأتى بها رسول الله فقال: يا رسول الله، إني جئتك بشراب جيد، فقال رسول الله : "يا كيسان، إنها قد حُرِّمت بعدك" قال: فأبيعها يا رسول الله؟ فقال رسول الله : "إنها قد حرمت وحرم ثمنها"، فانطلق كيسان إلى الزقاق فأخذ بأرجلها ثم هراقها (٤).

(حديث آخر) قال الإمام أحمد: حَدَّثَنَا يحيى بن سعيد، عن حميد، عن أنس قال: كنت [أسقي] (٥) أبا عبيدة بن الجراح وأُبي بن كعب وسعيد بن بيضاء ونفرًا من أصحابه عند أبي طلحة حتَّى كاد الشراب يأخذ منهم، فأتى آتٍ من المسلمين فقال: أما شعرتم أن الخمر قد حرمت؟ فقالوا: حتَّى ننظر ونسأل، فقالوا: يا أنس اسكب ما بقي في إنائك فواللّه ما عادوا فيها، وما هي


(١) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ١/ ٢٣٠)، وفي سنده ابن إسحاق ولم يصرح بالسماع لكنه توبع فقد أخرجه مسلم من طريقين آخرين عن عبد الرحمن بن وعلة به (الصحيح، البيوع، باب تحريم الخمر خ ١٥٧٩).
(٢) في سنده شهر بن حوشب فيه مقال ولم يتابع، ولكن له شواهد تقويه كما سيأتي:
(٣) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه، وقال محققوه: صحيح لغيره، وذكروا له شواهد (المسند ٢٩/ ٥١٩ ح ١٧٩٩٥).
(٤) أخرجه الإمام أحمد بسنده، ومتنه (المسند ٣١/ ٢٩١ ح ١٨٩٦٠)، وضعفه محققوه بسبب ابن لهيعة والاختلاف في صحبة نافع بن كيسان.
(٥) كذا في (حم) و (مح) والمسند، وصحفت في الأصل إلى: "أسي".