للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[معه] (١) مقبل عليه، فظننت أن لهما حاجة، قال الأنصاري: لقد قام رسول اللّه حتى جعلت أرثي لرسول اللّه من طول القيام، فلما انصرف قلت: يا رسول اللّه، لقد قام بك هذا الرجل حتى جعلت أرثي لك من طول القيام. قال: "ولقد رأيته؟ " قلت: نعم، قال: "أتدري من هو؟ ". قلت: لا، قال: "ذاك جبريل، ما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه" ثم قال: "أما إنك لو سلمت عليه لردّ عليك السلام" (٢).

(الحديث السابع): قال [عبد] (٣) بن حميد في مسنده: حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا أبو بكر - يعني: المدني - عن جابر بن عبد اللّه، قال: جاء رجل من العوالي ورسول اللّه ، وجبريل ، يصليان حيث يصلى على الجنائز، فلما انصرف قال الرجل: يا رسول اللّه، من هذا الرجل الذي رأيت معك؟ قال: "وقد رأيته؟ " قال: نعم. قال: "لقد رأيت خيرًا كثيرًا، هذا جبريل ما زال يوصيني بالجار حتى رأيت أنه سيورثه" (٤)، تفرد به من هذا الوجه وهو شاهد للذي قبله.

(الحديث الثامن): قال أبو بكر البزار: حدثنا عبيد اللّه بن محمد أبو الربيع الحارثي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، أخبرني عبد الرحمن بن الفضل، عن عطاء الخراساني، عن الحسن، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه : "الجيران ثلاثة: جار له حق واحد، وهو أدنى الجيران حقًّا، وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق، وهو أفضل الجيران حقًّا، فأما الذي له حق واحد فجار مشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الذي له حقان فجار مسلم، له حق الإسلام وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الجوار وحق الإسلام وحق الرحم" (٥)، قال البزار: لا نعلم أحدًا روى عن عبد الرحمن بن الفضل إلا ابن أبي فديك.

(الحديث التاسع): قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي عمران، عن طلحة بن عبد اللّه، عن عائشة، أنها سألت رسول اللّه فقالت: إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: "إلى أقربهما منك بابًا" (٦)، ورواه البخاري من حديث شعبة به.

[(الحديث العاشر): روى الطبراني وأبو نعيم عن عبد الرحمن بن أبي قُراد قال: إن رسول اللّه توضأ فجعل الناس يتمسحون بوضوئه، فقال: "ما يحملكم على ذلك؟ " قالوا:


(١) زيادة من (حم) و (مح) والمسند.
(٢) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٥/ ٣٢)، وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد ٨/ ١٦٧)، وصححه الألباني في إرواء الغليل ٣/ ٤٠٣ (ح ٨٩١).
(٣) كذا في (حم) و (مح)، وفي الأصل: "عبد اللّه" والصواب ما أثبت.
(٤) أخرجه عبد بن حميد بسنده ومتنه (المنتخب من المسند ح ١١٢٩)، وفي سنده أبو بكر المدني وهو الفضل بن مبشر فيه لين (التقريب ص ٤٤٧)، وسنده ضعيف.
(٥) أخرجه البزار بسنده ومتنه مختصر زوائد مسند البزار، قال الحافظ ابن حجر: والحارثي متهم (٢/ ٢٥١ ح ١٨٠٤)، وقال الهيثمي: وضاع (مجمع الزوائد ٨/ ١٦٤).
(٦) أخرجه الإمام أحمد بسنده ومتنه (المسند ٦/ ١٧٥)، وأخرجه أبو داود من طريق أبي عمران به (السنن، الأدب، باب في حق الجوار ح ٥١٥٥)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (ح ٤٢٩٤).