للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(دل) (١) عليه حديث حذيفة (وابن مسعود) (٢) وهو في "الصحيح" (٣) أنه قرأ في قيام الليل البقرة ثم النساء ثم آل عمران.

وقد حكى (٤) القرطبي، عن أبي بكر بن الأنباري في "كتاب الرد" أنه قال: فمن أخر سورةً مقدمةً أو قدم أخرى مؤخرةً كمن أفسد نظم الآيات، وغيَّر الحروف والآيات، وكان مستنده اتباع مصحف عثمان ، فإنه مرتب على هذا النحو المشهور.

والظاهر أن ترتيب السور (فيه) (٥) منه ما هو راجع إلى رأي عثمان ، وذلك ظاهر في سؤال ابن عباس له عن ترك البسملة في أول براءة وذكره الأنفال من الطول، والحديث في الترمذي وغيره بإسناد جيد (٦) قوي.

وقد ذكرنا عن علي أنه كان قد عزم على ترتيب القرآن بحسب نزوله ولهذا حكى القاضي الباقلاني أن أول مصحفه كان ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)[العلق] وأول مصحف ابن مسعود ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (٤)[الفاتحة] ثم البقرة ثم النساء [على ترتيب مختلف، وأول مصحف أُبي (الحمد لله) ثم النساء] (٧) ثم آل عمران ثم الأنعام ثم المائدة ثم كذا على اختلاف شديد.

ثم قال (٨) القاضي: ويحتمل أن ترتيب السور في المصحف على ما هو عليه اليوم من اجتهاد الصحابة . وكذا ذكر مكي في تفسير سورة براءة، قال: فأما ترتيب الآيات والبسملة في الأوائل فهو من النبي .

وقال ابن (٨) وهب في (جامعه) (٩): سمعت سليمان بن بلال يقول: سئل ربيعة لم قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورةً؟ فقال: قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه، وقد أجمعوا على العلم بذلك، فهذا مما ينتهى إليه ولا يسئل عنه.

قال ابن وهب: وسمعت مالكًا يقول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبي .

قال أبو الحسن بن بطال (١٠): (إنما يجب) (١١) تأليف سوره في الرسم والخط خاصةً، ولا نعلم أن أحدًا قال: إن ترتيب ذلك واجب في الصلاة وفي القرآن ودرسه، وإنه لا يحل لأحد أن يتلقن الكهف قبل البقرة، ولا الحج بعد الكهف، ألا ترى إلى قول عائشة: لا يضرك أيه قرأت قبل، وقد كان النبي يقرأ في الصلاة السورة في ركعة، ثم يقرأ في الركعة الأخرى بغير السورة التي تليها.


(١) في (أ): "يدل".
(٢) ساقط من (أ).
(٣) يعني: "صحيح مسلم" وهو يقصد حديث حذيفة الذي مضى تخريجه. والحمد لله.
(٤) انظر هذا النقول في "تفسير القرطبي" (١/ ٦٠، ٦١) ولم ينقلها المصنف بنصها، إنما تصرف فيها.
(٥) ساقط من (أ).
(٦) كذا قال! وقد ذكرنا قبل ذلك أنه حديث منكر، فراجعه.
(٧) ساقط من (ج).
(٨) انظر هذه النقول في "تفسير القرطبي" (١/ ٦٠، ٦١) ولم ينقلها المصنف بنصها، إنما تصرف فيها.
(٩) في (أ): "طائفة"!!
(١٠) انظر هذه النقول في "تفسير القرطبي" (١/ ٦٠، ٦١) ولم ينقلها المصنف بنصها، إنما تصرف فيهما.
(١١) في (أ): "إنا نجد"!