للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وتكتب له الحسنات، ويجري له أجر الرباط إلى يوم القيامة" (١) هذا حديث غريب، بل منكر من هذا الوجه، وعمر بن صبيح متهم.

(حديث آخر) قال ابن ماجه: حدثنا عيسى بن يونس الرملي، حدثنا محمد بن شعيب بن شابور، عن سعيد بن خالد بن أبي طويل، سمعت أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله يقول: "حرس ليلة في سبيل الله خير من صيام رجل وقيامه في أهله ألف سنة. السنة ثلثمائة وستون يومًا، واليوم كألف سنة" (٢) وهذا حديث غريب أيضًا، وسعيد بن خالد هذا ضعفه أبو زرعة وغير واحد من الأئمة، وقال العقيلي: لا يتابع على حديثه، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به. وقال الحاكم: روى عن أنس أحاديث موضوعة.

(حديث آخر) قال ابن ماجه: حدثنا محمد بن الصباح، أنبأنا عبد العزيز بن محمد عن صالح بن محمد بن زائدة، عن [عمر بن عبد العزيز] (٣)، عن عقبة بن عامر الجهني، قال: قال رسول الله : "رحم الله حارس الحرس" (٤) فيه انقطاع بين عمر بن عبد العزيز وعقبة بن عامر، فإنه لم يدركه، والله أعلم.

(حديث آخر) قال أبو داود: حدثنا أبو توبة، حدثنا معاوية يعني ابن سلام عن زيد - يعني ابن سلام - أنه سمع أبا سلام قال: حدثني السلولي أنه حدثه سهل بن الحنظلية أنهم ساروا مع رسول الله يوم حنين حتى كانت عشية، فحضرت الصلاة مع رسول الله ، فجاء رجل فارس، فقال: يا رسول الله، إني انطلقت بين أيديكم حتى طلعت جبل كذا وكذا، فإذا أنا بهوازن على بكرة أبيهم بظعنهم ونعمهم وشائهم فتبسم النبي وقال: "تلك غنيمة المسلمين غدًا إن شاء الله" ثم قال: "من يحرسنا الليلة قال: أنس [بن أبي مرثد] (٥): أنا يا رسول الله، فقال: "فاركب" فركب فرسًا له، فجاء إلى رسول الله ، فقال له رسول الله : "استقبل هذا الشعب حتى تكون في أعلاه ولا نغز من قبلك الليلة" فلما أصبحنا خرج رسول الله إلى [مصلاه] (٦)، فركع ركعتين ثم قال: "هل أحسستم فارسكم؟ " فقال رجل: يا رسول الله ما أحسسناه فثوب بالصلاة، فجعل النبي وهو يصلي يلتفت إلى الشعب حتى إذا قضى صلاته قال: "أبشروا فقد جاءكم فارسكم" فجعلنا ننظر إلى خلال الشجر في الشعب، فإذا هو قد جاء حتى وقف على النبي ، فقال: إني انطلقت حتى كنت في أعلى هذا الشعب حيث أمرتني،


(١) أخرجه ابن ماجه بسنده ومتنه (السنن، الجهاد، باب فضل الرباط في سبيل الله ح ٢٨٦٨)، وحكم عليه الحافظ ابن كثير أيضًا في جامع الأسانيد ١/ ١٥٠ بأنه من وضع عمر بن صبيح.
(٢) أخرجه ابن ماجه بسنده ومتنه (السنن، الجهاد، باب فضل الحرس والتكبير في سبيل الله ح ٢٧٧٠)، وذكره ابن الجوزي وضعفه في العلل المتناهية (ح ٩٥٦)، وقال الألباني: إنه موضوع (السلسلة الضعيفة ح ١٢٣٤).
(٣) في الأصل: "يحيى بن عبد العزيز" وهو تصحيف.
(٤) أخرجه ابن ماجه بسنده ومتنه (السنن، الحهاد، باب فضل الحرس والتكبير ح ٢٧٦٩)، وضعفه الحافظ ابن كثير بسبب الانقطاع، وضعفه البوصيري بسبب صالح بن محمد بن زائدة (مصباح الزجاجة ٢/ ٣٩٤).
(٥) كذا في (عف) و (ح) و (حم) و (مح) وسنن أبي داود، وفي الأصل: "ابن أبي مزيد" وهو تصحيف.
(٦) في الأصل: "الصلاة" والتصويب كسابقه.