للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كتاب "المنهل الروي" (١) -وهي بخط صاحبنا أبي الحسن- ما نصه:

"قرأت جميع هذا الكتاب، وهو "المنهل الروي في مختصر علوم الحديث" على مصنّفه المذكور -أدام الله بركة أنفاسه بين المسلمين- من نسخة مقابلة بهذه في مجالس، آخرها العشر الآخر من ذي الحجة، حجة ثنتين وعشرين وسبع مئة، وقد كتبه الفقير إلى الله أبو الحسن علي بن أبي محمد عبد الله بن الحسن الأَرْدَبيلي ثم التِّبريزي، حمد الله عواقب أموره بما يحب ويرضى، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبي محمد وآله أجمعين".

فقراءته ونسخه لهذا الكتاب -وهو في علم المصطلح- يدل على تعنّيه وحرصه، وهذا في بداية أمره، وإلا فانتهى به الأمر إلى أنه لم يقنع بمختصر شيخه ابن جماعة، بل عمل هو على اختصار "علوم الحديث" لابن الصلاح، وسيأتي الفرق بينهما.

ومن أدلة عنايته وتقدمه -بل إبداعه- في هذا العلم: تصنيفه فيه، وصبره على بعضها (٢)، كما سيأتي عند الحديث على مؤلفاته، ولذا سمع عند قدومه مصر من جماعة من المحدثين، ورحل من مصر إلى دمشق، يتتبع السماعات والإقراء والاستفادة، "واستكتب كتاب "ميزان الاعتدال" في الجرح والتعديل" (٣)، وعمل على ترتيبه، كما سيأتي قريبًا عند الكلام على مؤلفاته، ومما يدل على ذلك أيضًا ما ذكره في كتابنا هذا فقرة رقم (٩٩) من وقوع غير حديث مسلسل له بإسناده.

ولذا قال ابن رافع في "الوفيات" (٢/ ١٧) عنه: "سمع من علي بن


(١) هو اختصار لـ"علوم الحديث" لابن الصلاح، فمادته مادة كتابنا "الكافي".
(٢) انظر كلام ابن الملقن الآتي قريبًا.
(٣) طبقات الشافعية الكبرى (١٠/ ١٣٨).

<<  <   >  >>