والفقه والنحو والحساب والفرائض ببلده، ولذا قال ابن السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى"(١٠/ ١٣٨):
"قلت: كان ماهرًا في علوم شتى، وعُنِيَ بالحديث بالآخِرة، وسمع بدمشق ومصر، من جماعة من مشيختنا".
وهذا أدق من قول السيوطي في "بغية الوعاة"(٢/ ١٧١) عنه: "ولم يكن له خبرة بالحديث" فهذا صحيح في أول حياته، إلا أنه اعتنى به عناية جيدة بعد ذلك، ولا سيما في حجه وبعد قدومه لمصر، فقد ذكرت كتب التراجم أنه حج سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة، وهي السنة التي دخل بها مصر.
قال تلميذه ابن الملقّن في "العقد المذهب"(٤١٥) عنه: "حج من بلاده سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة، وقدم مصر … "، ولا ننسى ما تقدم نقله بواسطة الصفدي عن المصنف نفسه من قوله:"وحججت ثم دخلتُ مصر سنة اثنتين وعشرين وسبع مئة"، وقال ابن حجر في "الدرر"(٣/ ٧٣) على إثرها: "وكان دخوله لها من مكة مع الركب المصري".
وعبارة ابن قاضي شهبة في "تاريخه"(١/ ٤٦٧): "وقدم من بلاده حاجًّا، ثم قدم مع الركب المصري القاهرة سنة اثنتين وعشرين، وسمع بها من جماعة، منهم: عليّ بن عمر الواني، ويوسف الخُتَنِي، والدَّبّوسي، وابن جماعة، وهذه الطبقة"، بينما اختصر ذلك في "طبقات الشافعية"(٣/ ١٨٨)، وعبارته (١): "ودخل بغداد بعد سنة ست عشرة، وحج، ثم دخل مصر سنة اثنتين وعشرين".
قلت: ومما يؤكد ذلك ما ظفرت به في آخر نسخة الأسكوريال من