(٢) هي أرفع مما سواها، فليس يكاد أحد يقول سمعت في الإجازة والمكاتبة ولا في تدليس ما لم يسمعه، بخلاف حدثنا فإن بعض أهل العلم يستعملها في الإجازة. وقيد الصنعاني ذلك في كتابه "توضيح الأفكار" (٢/ ١٩٧) بكلام دقيق، قاله بعد أن نقل فحوى الكلام السابق: "هذا في طريق الواحد، وأما بطريق الجمع فيطرقه احتمال سماع أهل بلد هو فيهم". قال أبو عبيدة: مما يؤكد ذلك ما عند مسلم في "صحيحه" (٢٩٣٨) في حديث الذي يقتله الدجال، ثم يحييه، ثم يقول: من أنا؟ فيقول: "أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديثه". و"معلوم أن ذلك الرجل متأخر الميقات" فعلم "أن حدثنا ليست بنصٍّ في أن قائلها سمع"، انظر توجيه العلماء: "بيان الوهم والإيهام" (٢/ ٣٧٩)، "فتح المغيث" (٢/ ١٨، ٢٤)، "تدريب الراوي" (٢/ ٩)، كتابي "بهجة المنتفع" (ص ١٧٨)، وسيأتي - قريبًا - أن (حدثنا) و (أخبرنا) أرفع من (سمعت) من وجه آخر. (٣) مقدمة ابن الصلاح (ص ١٣٥).