للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

* [الرحلة في طلب الحديث]:

وإذَا فَرَغ مِنْ سَماعِ المهمِّ ببلدهِ فلْيرحَل في طَلَبه (١).

قال إبراهيم بن أدهم: "إنَّ الله يَدْفَعُ البلاءَ عن هذه الأُمَّة برِحْلَة أصْحَابِ الحديث" (٢).

والرِّحْلَةُ عَادةُ الحفَّاظ المبرِّزين (٣).

* [عدم التساهل في السماع والتحمل]:

١٩١ - ولا يَتَساهل في السماعِ والتَّحملِ؛ لئلا يخلَّ بشَرطٍ مِنْ


(١) الرحلة في الطلب تكون بعد الفراغ من شيوخ البلد، وتكون للأقرب فالأقرب، وكانت الهمم قوية، والرغبات أكيدة، والبلدان عامرة بمن يرحل إليهم، والظروف الحياتية والأمنية تساعد على ذلك، فإذا مات المقدَّم في الطلب خلفه آخرون، بخلاف مشايخ الوقت، فإن أهل محلتهم يزهدون فيهم إلا من رحم الله، فإذا ماتوا، فُقدوا، كما تفقد النجوم في الليالي الظلماء، ولاسيما في الفتن الدهماء!
قال الخطيب في "الجامع" (٢/ ٢٢٣): "المقصود في الرحلة في الحديث أمران: أحدهما: تحصيل عُلُوِّ الإسناد وقدَم السماع، والثاني: لقاءُ الحفاظ، والمذاكرة لهم، والاستفادة عنهم.
فإذا كان الأمران موجودين في بلد الطالب، ومعدومين في غيره، فلا فائدة في الرحلة، والاقتصار على ما في البلد أولى".
(٢) أسنده الخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (رقم ١٥) بسنده إلى ابن أبي حاتم قال: بلغني أن إبراهيم … وذكره، وفيه "يرفع"!
(٣) حتى قال ابن معين: "أربعة لا تُؤنِسُ منهم رُشدًا: حارسُ الدرب، ومُنادي القاضي، وابنُ المحدِّث، ورجل يكتبُ في بلده ولا يرحَلُ في طلب الحديث" أسنده عنه الحاكم في "المعرفة" (٩) -ومن طريقه الخطيب في "الرحلة في طلب الحديث" (رقم ١٤)، و"الجامع" (١٦٨٥) -.

<<  <   >  >>