للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

تولَّى ذلك بنفسه إنْ كان صَالِحًا، وإن [كانَ قاصِرًا استعان بـ] (١) بعضِ الحُفَّاظ (٢).

وإذا سَمِعَ من أصْلِ الشَّيخ انتخابًا، فلْيميز المنتخَبَ عن غَيرهِ بعَلَامةِ حُمْرَةٍ أو غيرِها (٣).

* [ضرورة المعرفة والفهم مع الكتابة والحفظ]:

١٩٨ - ولا يَنْبَغي للطَّالب أنْ يقتَصِر على سَماعِ الحديثِ وكِتَابَته


= والمشج: المختلط، والمعنى أن الذي يكتب جميع الأحاديث التي يختلط فيها الصحيح والضعيف لا يندم، لأنه لم يَفُتْه شيء، ثم في أي وقت يمكن أن ينتقي منها ما يريد، كذا في حاشية مطبوع "الجامع".
وهو باللفظ المذكور في "مقدمة ابن الصلاح" (٤٣١ - ط بنت الشاطئ).
(١) في الأصل بياض بدل ما بين المعقوفتين.
(٢) ينبغي للمنتخب أن يقصد تخيُّر الأسانيد العالية، والطرق الواضحة، والأحاديث الصحيحة، والروايات المستقيمة، ولا يُذْهِبُ وقتَه في الترهات، من تتبُّع الأباطيل والموضوعات، وتطلب الغرائب والمنكرات.
نعم، عليه أن يكتب الأفراد والغرائب، فهذا أجمع للفائدة، وأكثر للمنفعة، ولذا قالوا: "كان يقال: إن انتقاء عمر البصري يصلحُ ليهوديّ قد أسلم".
ومعناه: أن عمر كان معظم انتخابه الأحاديث المشهورة، والروايات المعروفة خلاف ما يتخيّره أكثر النُّقاد من كتب الغرائب والأفراد.
انظر: "الجامع" (٢/ ١٥٧ - ١٥٩)، "التبصرة والتذكرة" (٢/ ٢٣٤)، "فتح المغيث" (٢/ ٣٢٩).
(٣) وقد تصدّى جَماعةٌ للانتقاء على الشيوخِ، كالدّارقطني وغيرِه، مُعَلِّمينَ لذلكَ في أصلِ الشيخِ على ما ينتخبونهُ بـ (صاد) أو (طاء) في الحاشيةِ اليُمنى من الورقة، والدارقطني عَلَّمَ في اليُسرى بخطٍّ عَريضٍ بالحُمْرَة، ولا حَجْرَ في ذلك، قاله ابن الملقن في "المقنع" (١/ ٤١٣)، وفي أصله للخطيب في "الجامع" (٣/ ١٥٨ - ١٥٩) توسع في التمثيل يلزم المشتغل بالتحقيق.

<<  <   >  >>