للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

نقل منه ابن حجر في مواطن من كتابه العجيب "النكت على كتاب ابن الصلاح"، ورضي تعقبه على ابن الصلاح تارةً، ورده تارةً أُخرى، فرد تعقب أبي الحسن التبريزي على ابن دقيق العِيد لما قال: "إن الصحيح أخص من الحسن"، قال التبريزي في فقرة (٣١) على إثره:

"وفيه بحث" قال: "ودخول الخاص في حد العام ضروري"، ونقل كلامه هذا جمع ممن ألف في المصطلح، واحتفلوا به، وبيان ما فيه من مؤاخذة، ابتداءًا (١) من ابن حجر في "نكته" (١/ ٤٠٥) وكذلك الزركشي في "نكته" أيضًا (١/ ٣٠٥) والبقاعي في "النكت الوفية" (ق ٦٠/ أ) والسخاوي في "فتح المغيث" (١/ ١١٧ - ط. المنهاج) وجمع السخاوي أطراف كلام التبريزي في اعتراضه، وقبل كلامه.

وممَّن ساق كلام أبي الحسن التبريزي: العراقي في "التبصرة والتذكرة" (١/ ٨٥) وفي "التقييد والإيضاح" (ص ٤٤)، وقال على إثره: "وهو اعتراض متّجه"، وأقره السيوطي في "تدريب الراوي" (١/ ٢٢٢ - ٢٢٣/ ط. العاصمة) وفي "البحر الذي زخر" (٣/ ٩٥٢ - ٩٥٣) وقبله الأبناسي في "الشذا الفياح" (١/ ١٠٨).

فأنت ترى أثر كلام أبي الحسن التبريزي فيمن قارب عصره ومصره ومن بَعُد عنه، فقد تتابعت جهود العلماء في العناية به، ونقله، وفحصه، وعرضه على سائر كلامه، وتقويمه أو ردّه.

وهكذا حصل مع التبريزي لما تعقب ابن الصلاح -على الرغم من متابعة النووي له- في تعقبه البغوي في اصطلاحه (الحسن) من كتابه "المصابيح"، فنقل دفاع أبي الحسن التبريزي جمع ممن أَلَّف في


(١) بل قبله كما سيأتيك قريبًا.

<<  <   >  >>