للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وغيرهم" (١)، وهو الصحيح، كما أن عمل العالم وفتواه وفق الحديث ليس حُكمًا منه بصحَّة الحديث، ومخالفته للحديث أيضًا ليس قدحًا في الحديث ولا في الرواية.

قلت: والمختار في أصول الفقه ما ذكرناه، وينبغي أن يكون كذلك، فإنَّ جميعَ من خرج لهم الإمامان لو لم نفهم عدالتهم بالرواية عنهم (٢) بل يتوقف على تنصيص معدّلين على عدالتهم، أو اشتهارهم -


= يصبر عليها، وقد يحدث بها في مجالس المذاكرة، ولا سيما مع اشتهار ضعف الشيخ، وقد يروي الثقة عن الضعيف على وجه الإنكار والتعجّب، كما يفعل الثوري مع الكلبي - كما في "الجرح والتعديل" (٢/ ٣٦) -، وغالب صنيع ابن حجر في "التقريب" فيمن ينتقي في الروايات عن الثقات دون ورود جرح أو تعديل في المروي قوله عنه: "مقبول" وقد يقول في النادر: "ثقة" ويقل قوله عنه: "صدوق"، وانظر كتابي"البيان والاقتراح شرح نظم العراقي للاقتراح" (ص ١٩٠ - ١٩٦).
(١) مقدمة ابن الصلاح (ص ١١١).
(٢) نعم، من طرق معرفة كون الراوي ثقة:
- تخريج إمامي الدنيا: محمد بن إسماعيل الجُعْفي البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، أو أحدهما لراوٍ من الرواة محتجين به، والحق أن رواة "الصحيحين" على درجات، فبعضهم الثقات، وبعضهم الذين تكلَّم فيهم بعض الأئمة بما لا يردُّ أخبارهم، وفيهم بعض اللين، فأحاديثهم لا تنزل عن رتبة الحسن، وفيهم بعض الضعفاء، فأخرج البخاري في "صحيحه" لبعض من ذكره في كتابه "الضعفاء"، كما تراه في "الميزان" (٤/ ١٧٦) ولكن له (ذوق) و (نقد) في ذلك وتتبعه يطول، ولكن هذه معالم تفيد الحديثي:
الأول: عدد من أوردهم البخاري في "ضعفائه" ممن خرج لهم في "الصحيح" سبعة عشر راويًا، هم - مرتبين على الحروف -: أيوب بن عائذ، حريث بن أبي مطر، ذر بن عبد الله الهمداني، الربيع بن صُبيح، زهير بن محمد التميمي، سعيد بن أبي عروية، عباد بن راشد، عبد العزيز بن أبي رواد، =

<<  <   >  >>