للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر الحاكم فيما روى عن المغيرة بن شعبة قال: "كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرعون بابه بالأظافر" (١) أن هذا يتوهّمه مَن ليس من أهل


= اعتقاد الأمر والنهي مما ليس هو أمر ولا نهي، وهنالك عبارات ينقدح فيها من الاحتمال أكثر مما ينقدح في قول: "كنا نقول … " أو "نفعل .... " مثل قولهم: "كان يُقال كذا" و"كنا لا نرى بأسًا" لأنها من الرأي، ومستنده قد يكون تنصيصًا أو استنباطًا، أفاده ابن حجر في "نكته على ابن الصلاح" (٢/ ٥١٧).
ويعلم مما تقدم أن المذكور حجة لرفعه، وعلى هذا مذهب إمامي الدنيا البخاري ومسلم في "صحيحهما"، وهو عند مسلم أظهر، ولذا لم يذكره ابن حجر لما لفط الموقوف عند مسلم في كتابه: الوقوف على الموقوف"، وانظر كتابي "بهجة المنتفع" (ص ١٥٦).
(١) أخرجه الحاكم في "معرفة علوم الحديث" (ص ١٤٥) - ومن طريقه أبو عمرو الداني في "جزء في علوم الحديث في بيان المتصل … " رقم (٥٢ - بتحقيقي)، والسلفي في "المجاز والمجيز" (ص ١٤٤)، والبيهقي في "المدخل إلى السنن الكبرى" (٢/ ١٧١ - ١٧٢)، رقم (٦٥٩) -: حدثنا الزبير بن عبد الواحد الحافظ بأسداباذ، ثنا محمد بن أحمد الزيبقي، ثنا زكريا بن يحيى المنقري، ثنا الأصمعي، حدثنا كيسان مولى هشام بن حسان، عن محمد بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن المغيرة بن شعبة قال: "كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرعون بابه بالأظافير".
وعند السلفي: "كيسان مولى هشام بن حسان عن محمد بن سيرين" فأسقطه. نعم، بخط المؤتمن الساجي في حاشيته على "المعرفة": "كذا في كتابه، ومحمد بن سيرين مشهور، ولا يعرف محمد بن حسان".
قلت: ولذا أسقطه بعض نساخ الأصل كما في هامشه، وفي هامش نسخ أخرى منه: "كذا وقع عن محمد بن حسان، وصوابه عن هشام بن حسان، والله أعلم".
قال أبو عبيدة: ليس كذلك، والصواب ما صوّبه البيهقي، ودليله: ما قاله السخاوي "فتح المغيث" (١/ ٢١٣) بعد ذكره لتخريج الحاكم له، =

<<  <   >  >>