للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يصل إلى التَّابعي، ومنه الإسناد الذي فيه مبهمٌ، مثل: رجلٌ، أو شيخ، أو نحوهما (١).

مثال الأول: ما روي عن عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن زَيْد بن يُثَيْع، عن حذيفة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن ولَّيتموها أبا بكر فقويٌّ أمين … " (٢) الحديث.


= ومنهم من عمم، فجعل (المنقطع) ما لم يتّصل إسناده على أيّ وجه كان انقطاعه، وعلى هذا درج جمع كبير من المحدثين المعتبرين، في إطلاقهم (المنقطع) على (المرسل)، انظر كتابي "البيان والإيضاح في شرح نظم العراقي للاقتراح" (٧٤ - ٧٥)، و"جزء في علوم الحديث" (ص ٨٣ - بتحقيقي) لأبي عمرو الداني، "التمهيد" (١/ ٢١)، "البيقونية" مع "شروحها" و"حاشية الأجهوري" (ص ٥٧) عليها.
(١) هذا ليس بمنقطع، بل متصل في إسناده مجهول، وسبب الخلاف قائم على أصل كلي وهو: هل الجهالة انقطاع، فمدرك الأصوليين لها وتطبيقاتهم واختياراتهم يدل على أنها انقطاع، حملًا على الانقطاع المعنوي لا الحسي، أو من جهة احتمال السقط لا أنّ السقط متعيّن.
ومن دقة المحدثين في اعتبارهم أن الجهالة ليست انقطاعًا بإطلاق، أن من الجهالة ما لا تضر، كجهالة اسم الصحابي، وبيّنت ذلك - ولله الحمد - في كتابي "بهجة المنتفع" (٣٣٦ - ٣٣٨)، وينظر: "فتح المغيث" (١/ ١٥٨) للعراقي "إصلاح كتاب ابن الصلاح" (ق ١٨/ ب -١٩/ أ)، "جامع التحصيل" (٩٦)، "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٨٢، ٥٠٨) لابن القطان، "جزء في علوم الحديث" لأبي عمرو الداني (١١٤) وتعليقي عليه، نشر الدار الأثرية.
(٢) أخرجه الحاكم في "المعرفة" (ص ١٧٦/ رقم ٥٣) - ومن طريقة أبي عمرو الداني في "جزئه" (رقم ٨٣ - بتحقيقي) -، حدثنا أبو النصر محمد بن يوسف الفقيه، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: حدثنا محمد بن سهيل، حدثنا عبد الرزاق به. وأخرجه العقيلي في "الضعفاء الكبير" (٣/ ١١٠ - ١١١): حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي به مختصرًا، =

<<  <   >  >>