المنذر: قلت لضرار بن صرد: ما معنى هذا الحديث؟ قال: لا يحل لأحد يستطرقه جنبا غيري وغيرك. ثم قال الترمذي: وهذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وقد سمع محمد ابن إسماعيل هذا الحديث. وقد رواه ابن عساكر من طريق كثير النواء عن عطية عن أبى سعيد به، ثم
أورده من طريق أبى نعيم ثنا عبد الملك بن أبى عيينة عن أبى الخطاب عمر الهروي عن محدوج عن جسرة بنت دجاجة أخبرتنى أم سلمة قالت: خرج النبي ﷺ في مرضه حتى انتهى إلى صرحة المسجد فنادى بأعلى صوته: «إنه لا يحل المسجد لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وأزواجه وعلى وفاطمة بنت محمد ألا هل بينت لكم الأسماء أن تضلوا» وهذا إسناد غريب وفيه ضعف، ثم ساقه من حديث أبى رافع بنحوه وفي إسناده غرابة أيضا. (حديث آخر)
قال الحاكم وغير واحد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن بريدة بن الحصيب: قال غزوت مع على إلى اليمن فرأيت منه جفوة فقدمت على رسول الله ﷺ فذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه رسول الله ﷺ يتغير فقال:
«يا بريدة ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم»؟ فقلت بلى يا رسول الله فقال:«من كنت مولاه فعلى مولاه».
وقال الامام أحمد: حدثنا ابن نمير ثنا الأجلح الكندي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة قال: «بعث رسول الله ﷺ بعثتين إلى اليمن على إحداهما على بن أبى طالب وعلى الأخرى خالد بن الوليد وقال إذا التقيتما فعلى على الناس وإذا افترقتما فكل واحد منكما على جنده، قال: فلقينا بنى زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية فاصطفى على امرأة من السبي لنفسه، قال بريدة: فكتب معى خالد بن الوليد إلى رسول الله ﷺ يخبره بذلك، فلما أتيت رسول الله دفعت إليه الكتاب فقرئ عليه فرأيت الغضب في وجه رسول الله فقلت: يا رسول الله هذا مكان العائذ بعثتني مع رجل وأمرتنى أن أطيعه فبلغت ما أرسلت به، فقال رسول الله ﷺ لا تقع في على فإنه منى وأنا منه، وهو وليكم بعدي» هذه الفظة منكرة والأجلح شيعي ومثله لا يقبل إذا تفرد بمثلها، وقد تابعه فيها من هو أضعف منه والله أعلم.
والمحفوظ في هذا رواية أحمد عن وكيع عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله ﷺ:«من كنت مولاه فعلى وليه». ورواه أحمد أيضا والحسن بن عرفة عن الأعمش به. ورواه النسائي عن أبى كريب عن أبى معاوية به.
وقال أحمد: حدثنا روح بن على ابن سويد بن منجوف عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: «بعث رسول الله عليا إلى خالد بن الوليد ليقبض الخمس قال فأصبح ورأسه تقطر، فقال خالد لبريدة: ألا ترى ما يصنع هذا؟ قال:
فلما رجعت إلى رسول الله أخبرته ما صنع على، قال: - وكنت أبغض عليا - فقال: يا بريدة أتبغض عليا؟ فقلت: نعم! قال: لا تبغضه وأحبه فان له في الخمس أكثر من ذلك». وقد رواه البخاري في