للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إثبات القران كما سيأتي، بل والأحاديث الواردة في الافراد كما سبق والله أعلم. والظاهر والله أعلم أن حديث الليث هذا عن عقيل عن الزهري عن سالم عن ابن عمر يروى من الطريق الأخرى عن ابن عمر حين أفرد الحج ومن محاصرة الحجاج لابن الزبير فقيل له ان الناس كائن بينهم شيء فلو أخرت الحج عامك هذا. فقال: إذا أفعل كما فعل النبي يعنى زمن حصر عام الحديبيّة فأحرم بعمرة من ذي الحليفة ثم لما علا شرف البيداء قال ما أرى أمرهما إلا واحدا فأهل بحج معها فأعتقد الراويّ أن رسول الله هكذا فعل سواء، بدأ فأهل بالعمرة ثم أهل بالحج فرووه كذلك وفيه نظر لما سنبينه وبيان هذا في الحديث الّذي رواه عبد الله بن وهب أخبرنى مالك بن أنس وغيره أن نافعا حدثهم أن عبد الله بن عمر خرج في الفتنة (١) معتمرا وقال ان صددت عن البيت صنعنا كما صنع رسول الله . فخرج فأهل بالعمرة وسار حتى إذا ظهر على ظاهر البيداء التفت الى أصحابه فقال ما أمرهما إلا واحد أشهدكم أنى قد أوجبت الحج مع العمرة، فخرج حتى جاء البيت فطاف به وطاف بين الصفا والمروة سبعا لم يزد عليه، ورأى أن ذلك مجزيا عنه وأهدى. وقد أخرجه صاحب الصحيح من حديث مالك. وأخرجاه من حديث عبيد الله عن نافع به. ورواه عبد الرزاق عن عبيد الله وعبد العزيز بن أبى رواد عن نافع به نحوه، وفيه ثم قال في آخره: هكذا فعل رسول الله . وفيما رواه البخاري حيث قال حدثنا قتيبة ثنا ليث عن نافع: أن ابن عمر أراد الحج عام نزل الحجاج بابن الزبير، فقيل له: ان الناس كائن بينهم قتال وانا نخاف أن يصدوك. قال: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة إذا أصنع كما صنع رسول الله ، إني أشهدكم أنى قد أوجبت عمرة. ثم خرج حتى إذا كان بظاهر البيداء قال ما أرى شأن الحج والعمرة إلا واحدا أشهدكم أنى أوجبت حجا مع عمرتي فاهدى هديا اشتراه بقديد ولم يزد على ذلك ولم ينحر ولم يحل من شيء حرم منه ولم يحلق ولم يقصر حتى كان يوم النحر فنحر وحلق، ورأى أن قد قضى طواف الحج والعمرة بطوافه الأول. وقال ابن عمر كذلك فعل رسول الله . وقال البخاري حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن علية عن أيوب عن نافع: أن ابن عمر دخل [عليه] ابنه عبد الله بن عبد الله وظهره في المدار فقال: انى لا آمن أن يكون العام بين الناس قتال فيصدوك عن البيت فلو أقمت. قال: قد خرج رسول الله فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فان يحل بيني وبينه أفعل كما فعل رسول الله . فقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة، إذا أصنع كما صنع رسول الله انى أشهدكم انى قد أوجبت مع عمرتي حجا ثم قدم فطاف لهما طوافا واحدا. وهكذا رواه البخاري عن أبى النعمان عن حماد بن زيد عن أيوب بن أبى تميمة السختياني عن نافع به. ورواه مسلم من حديثهما


(١) في الأصل (في السه) هكذا ولعل الصواب ما كتبناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>