للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وولدا فماذا قدمت: فينظر من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله فلا يجد شيئا فما يتقى النار إلا بوجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فان لم تجدوه فبكلمة لينة، إني لا أخشى عليكم الفاقة لينصرنكم الله وليعطينكم - أو ليفتحن عليكم - حتى تسير الظعنية بين الحيرة ويثرب، إن أكثر ما يخاف السرق على ظعينتها. وقد رواه الترمذي من حديث شعبة وعمرو بن أبى قيس كلاهما عن سماك ثم قال حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك.

وقال الامام احمد أيضا حدثنا يزيد أنبأنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبى عبيدة - هو ابن حذيفة - عن رجل. قال قلت لعدي بن حاتم: حديث بلغني عنك أحب أن أسمعه منك قال نعم! لما بلغني خروج رسول الله كرهت خروجه كراهية شديدة فخرجت حتى وقعت ناحية الروم - وفي رواية حتى قدمت على قيصر - قال فكرهت مكاني ذلك أشد من كراهتي لخروجه قال قلت والله لو أتيت هذا الرجل فان كان كاذبا لم يضرني وإن كان صادقا علمت قال فقدمت فأتيته فلما قدمت قال الناس عدي بن حاتم؟ فدخلت على رسول الله فقال لي: يا عدي بن حاتم أسلم تسلم ثلاثا قال قلت انى على دين. قال: أنا أعلم بدينك منك فقلت أنت تعلم بديني منى قال نعم! الست من الركوسية وأنت تأكل مرباع قومك قلت بلى! قال هذا لا يحل لك في دينك قال نعم! فلم يعد أن قالها فتواضعت لها قال أما أنى أعلم الّذي يمنعك من الإسلام تقول إنما اتبعه ضعفة الناس ومن لا قوة لهم وقد رمتهم العرب، أتعرف الحيرة؟ قلت: لم أرها وقد سمعت بها قال فو الّذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر حتى تخرج الظعنية من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد، وليفتحن كنوز كسرى بن هرمز قال قلت كنوز ابن هرمز قال نعم! كسرى بن هرمز، وليبذلن المال حتى لا يقبله أحد. قال عدي بن حاتم: فهذه الظعينة [تأتى] من الحيرة تطوف بالبيت في غير جوار ولقد كنت فيمن فتح كنوز كسرى، والّذي نفسي بيده لتكونن الثالثة لأن رسول الله قد قالها. ثم قال احمد حدثنا يونس بن محمد حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين عن أبى عبيدة بن حذيفة عن رجل. وقال حماد وهشام عن محمد بن أبى عبيدة ولم يذكر عن رجل. قال: كنت أسأل الناس عن حديث عدي بن حاتم وهو إلى جنبي ولا أسأله قال فأتيته فسألته فقال نعم! فذكر الحديث. وقال الحافظ أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عمرو الأديب أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرنى الحسن بن سفيان حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا النضر بن شميل أنبأنا إسرائيل أنبأنا سعد الطائي أنبأنا محل بن خليفة عن عدي بن حاتم. قال: بينا أنا عند النبي إذ أتاه رجل فشكى اليه الفاقة، وأتاه آخر فشكى اليه قطع السبيل. قال: يا عدي بن حاتم هل رأيت الحيرة؟ قلت لم أرها وقد انبئت عنها قال فأن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف أحدا إلا الله ﷿. قال قلت في نفسي فان ذعار طيِّئ - الذين

<<  <  ج: ص:  >  >>