وقال ابن إسحاق: عن إسماعيل بن أمية عن بجير بن أبى بجير سمعت عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله ﷺ يقول حين خرجنا معه الى الطائف فمررنا بقبر فقال رسول الله ﷺ«هذا قبر أبى رغال وهو أبو ثقيف وكان من ثمود وكان بهذا الحرم يدفع عنه فلما خرج أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه» قال فابتدره الناس فاستخرجوا معه الغصن. ورواه أبو داود عن يحيى بن معين عن وهب ابن جرير بن حازم عن أبيه عن محمد بن إسحاق به. ورواه البيهقي من حديث يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن إسماعيل بن أمية به. قال ابن إسحاق: ثم مضى رسول الله ﷺ حتى تزل قريبا من الطائف فضرب به عسكره فقتل ناس من أصحابه بالنبل، وذلك أن العسكر اقترب من حائط الطائف فتأخروا الى موضع مسجده ﵇ اليوم بالطائف الّذي بنته ثقيف بعد إسلامها، بناه عمرو بن أمية بن وهب وكانت فيه سارية لا تطلع عليها الشمس صبيحة كل يوم الا سمع لها نقيض فيما يذكرون، قال فحاصرهم بضعا وعشرين ليلة، قال ابن هشام ويقال سبع عشرة ليلة، وقال عروة وموسى بن عقبة عن الزهري: ثم سار رسول الله ﷺ إلى الطائف وترك السبي بالجعرانة وملئت عرش مكة منهم فنزل رسول الله ﷺ بالاكمة عند حصن الطائف بضع عشرة ليلة يقاتلهم ويقاتلونه من وراء حصنهم ولم يخرج اليه أحد منهم غير أبى بكرة بن مسروح أخى زياد لأمه، فأعتقه رسول الله ﷺ وكثرت الجراح وقطعوا طائفة من أعنابهم ليغيظوهم بها فقالت لهم ثقيف: لا تفسدوا الأموال فإنها لنا أو لكم. وقال عروة أمر رسول الله ﷺ كل رجل من المسلمين أن يقطع خمس نخلات وخمس حبلات وبعث مناديا ينادى من خرج إلينا فهو حر، فاقتحم اليه نفر منهم فيهم أبو بكرة بن مسروح أخو زياد بن أبى سفيان لامه فأعتقهم ودفع كل رجل منهم الى رجل من المسلمين يعوله ويحمله. وقال الامام أحمد ثنا يزيد ثنا حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ كان يعتق من جاءه من العبيد قبل مواليهم إذا أسلموا، وقد أعتق يوم الطائف رجلين وقال أحمد ثنا عبد القدوس بن بكر بن خنيس ثنا الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: حاصر رسول الله ﷺ أهل الطائف فخرج اليه عبدان فأعتقهما أحدهما أبو بكرة وكان رسول الله ﷺ يعتق العبيد إذا خرجوا اليه
وقال أحمد أيضا ثنا نصر بن رئاب عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أنه قال قال رسول الله ﷺ يوم الطائف «من خرج إلينا من العبيد فهو حر» فخرج عبيد من العبيد فيهم أبو بكرة فأعتقهم رسول الله ﷺ هذا الحديث تفرد به أحمد ومداره على الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف، لكن ذهب الامام أحمد إلى هذا فعنده أن كل عبد جاء من دار الحرب الى دار الإسلام عتق حكما شرعيا مطلقا عاما، وقال آخرون إنما كان