للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بكل مهند لين صقيل … نسوقهم بها سوقا عنيفا

لأمر الله والإسلام حتى … يقوم الدين معتدلا حنيفا

وتنسى اللات والعزى وودّ … ونسلبها القلائد والشنوفا

فأمسوا قد أقروا واطمأنوا … ومن لا يمتنع يقبل خسوفا

وقال ابن إسحاق: فأجابه كنانة بن عبد ياليل بن عمرو بن عمير الثقفي:

قلت: قد وفد على رسول الله بعد ذلك في وفد ثقيف فأسلم معهم. قاله موسى بن عقبة وأبو إسحاق وأبو عمر بن عبد البر وابن الأثير وغير واحد، وزعم المدائني أنه لم يسلم بل صار الى بلاد الروم فتنصر ومات بها:

من كان يبغينا يريد قتالنا … فإنّا بدار معلم لا نريمها

وجدنا بها الآباء من قبل ما ترى … وكانت لنا أطواؤها وكرومها

وقد جربتنا قبل عمرو بن عامر … فأخبرها ذو رأيها وحليمها

وقد علمت - إن قالت الحق - أننا … إذا ما أتت صعر الخدود نقيمها

نقوّمها حتى يلين شريسها … ويعرف للحق المبين ظلومها

علينا دلاص من تراب محرق … كلون السماء زينتها نجومها

نرفعها عنا ببيض صوارم … إذا جردت في غمرة لا نشيمها

قال ابن إسحاق: وقال شداد بن عارض الجشمي في مسير رسول الله الى الطائف:

لا تنصروا اللات إن الله مهلكها … وكيف ينصر من هو ليس ينتصر

إن التي حرقت بالسد فاشتعلت … ولم تقاتل لدى أحجارها هدر

إن الرسول متى ينزل بلادكم … يظعن وليس بها من أهلها بشر

قال ابن إسحاق: فسلك رسول الله يعنى من حنين الى الطائف - على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح ثم على بحرة الرغاء من لية فابتنى بها مسجدا فصلّى فيه. قال ابن إسحاق:

فحدثني عمرو بن شعيب أنه أقاد يومئذ ببحرة الرغاء حين نزلها بدم وهو أول دم أقيد به في الإسلام رجل من بنى ليث قتل رجلا من هذيل فقتله به وأمر رسول الله وهو بلية بحصن مالك بن عوف فهدم. قال ابن إسحاق: ثم سلك في طريق يقال لها الضيقة فلما توجه رسول الله سأل عن اسمها فقال ما اسم هذه الطريق فقيل الضيقة فقال بل هي اليسرى، ثم خرج منها على نخب حتى نزل تحت سدرة يقال لها الصادرة قريبا من مال رجل من ثقيف، فأرسل اليه رسول الله إما أن تخرج إلينا وإما أن نخرب عليك حائطك، فأبى أن يخرج فأمر رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>