للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما إذَا رَوَى الشَّيخ تقيُّ الدين (١) -مثلًا- جزءًا عن الفَرَاوِي، وقال في أوَّله: أخْبَرنا أبو بَكْر مَنْصُور بن عبدِ المنعم بن عبدِ الله الفَرَاوي قال: أخْبَرنا فُلانٌ، ثم قَالَ في ثَاني حَدِيثٍ: أخبرنا مَنْصُور؛ فهل يجوزُ لمن سَمِعَ ذلك الجزءَ من الشَّيخِ تقيِّ الدِّين أن يروي الأحاديث التي بعدَ الحديثِ الأول متفرِّقَةً، ويقول في كل واحد: أخبرنا الشَّيخ تقيُّ الدِّين قال: أخبرنا أبو بكر مَنْصور بن عبد المنعمِ بن عبد الله الفَرَاوي قال: أخبرنا فُلان، وإنْ لم يذكر الشَّيخُ تقيُّ الدين هذا التَّفصيلَ في كلِّ واحدٍ من الأحاديث، اعتمادًا على ما ذَكَرهُ أم لا؟

حكى الخطيبُ جَوازَه عن أكثرِ أهلِ العِلم (٢).

وأولى أنْ يَقولَ: هو ابنُ فلانٍ، أو يَعني ابنَ فُلان (٣).

ثم قوله: إن فُلَانَ ابنَ فُلانٍ مثلًا حدَّثه (٤).


(١) يريد ابن الصلاح رحمه الله، انظر "المقدمة" (٤٠٨ - ط بنت الشاطئ).
(٢) الكفاية (ص ٢١٥ أو ٢/ ٣٥ - ط دار الهدى)، "رسوم التحديث" (١٢٩).
(٣) هذا الذي كان يفعله مسلم وقبله شيخه أحمد، وسبق أن بيّنا ذلك، ثم وجدت الخطيب قد أسند في الموطن السابق من "الكفاية" عن حنبل قال: "كان أبو عبد الله إذا جاء اسم الرجل غير منسوب، قال: يعني: ابن فلان".
(٤) هذا رأي علي بن المديني، أسند الخطيب في "الكفاية" عنه بسندٍ صحيح قال: "إذا حدثك الرجل، فقال: ثنا فلان ولم ينسبه، فقل حدثنا فلان أن فلان بن فلان حدثه".
وقال على إثره: "وكان غيره يقول في مثل هذا: أخبرنا فلان قال: أخبرنا فلان هو ابن فلان، ثم يسوق نسبه إلى منتهاه، وهذا الذي أستحسنه، لأن قومًا من الرواة كانوا يقولون فيما أُجيز لهم: أخبرنا فلان أن فلانًا حدّثهم، فاستعمال ما ذكرتُ أنفى للظِّنَّة، وإنْ كان المعنى في العبارتين واحدًا".
و"حدثه" غير مقروءة في الأصل، واستدركتها من "مقدمة ابن الصلاح" (٤٠٨، ٤٠٩)، و"الإرشاد" (١/ ٤٨٣)، و"المنهل الروي" (١٠٢)، و"رسوم التحديث" (١٣٠).

<<  <   >  >>