للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخيمُ العَاقِبة، فإنَّ الإنسانَ مُعرَّضٌ للنِّسيان، (وأَوَّلُ ناسٍ أَوَّلُ النَّاس) (١).

ثم إنه يُشْكَلُ (٢) ولا يَعتني بتقييدِ الوَاضح الذي لا يَلْتبِس.

ونقل صاحب (٣) كتاب "سِمَات الخَطِّ" أنَّ أهلَ العلمِ يكرَهون الإعجامَ والإعرابَ إلَّا في الملْتبِس.

وحكى غيرُه عن قومٍ أنه ينبغي أن يُشْكَل الجميع، لينتفع به المبتدئ وغيرُه (٤).


(١) هذا عجز بيت لأبي الفتح البستي، وكان يكثر التجنيس في شعره، قال:
يا أفْضَلَ النَّاسِ إفضالًا على الناس … وأكثر النَّاس إحسانًا إلى الناسِ
نسيتَ وعدوِّك النسيان معتضد … فاعْذِر فأَوَّلُ ناسٍ أول الناسِ
انظر: "نكت الزركشي" (٣/ ٥٦٥).
(٢) كذا في الأصل، وعبارة ابن الصلاح في "المقدمة" (١٨٤): "وإعجام المكتوب يمنع من استعجامه، وشكللُه يمنع من إشكاله، ثم لا ينبغي أن يتعنَّى بتقييد الواضح الذي لا يكلاد يلتبس، وقد أحسن من قال: إنما يُشْكلُ ما يُشْكل"، وانظر: "المحدث الفاصل" (٣٧٢)، "الإلماع" (١٥٠ - ١٥١) - ونصر فيه أن يُشَكِّل ما يُشْكل وما لا يُشْكِل -، "نكت الزركشي" (٣/ ٥٦٩ - ٥٧١)، "التقييد والإيضاح" (٢٠٥)، "الدر النضيد" (٤٤٣).
(٣) هو علي بن إبراهيم البغدادي، واسم كتابه "سمات الخط ورقومه" صرح بهما ابن الصلاح في "المقدمة" (ص ١٨٤)، قال: "وقرأت بخط صاحب كتاب "سمات الخط ورقومه" علي بن إبراهيم البغدادي".
وأبهم ابن جماعة القائل والكتاب، انظر "المنهل الروي" (٩٢) والعبارة في "الدر النَّضيد" (٤٤٢) للغزي. وعلي بن إبراهيم هو ابن عيسى أبو الحسن الباقلاني، توفي سنة (٤٤٨ هـ)، ترجمته في "تاريخ بغداد" (١١/ ٣٤٢)، "شذرات الذهب" (٥/ ٢٠٦)، وذكر اسم كتابه حاجي خليفة في "كشف الظنون" (٢/ ١٠٠١).
(٤) هذا الذي رجحه القاضي عياض في "الإلماع" (١٥٠ - ١٥١) وحكاه عنه الغزِّي في "الدر النضيد" (٤٤٣ - ٤٤٤).

<<  <   >  >>