للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابنُ خمس سنين مِنْ دَلْوٍ" (١)، وهذا الذي استقرَّ أهلُ الحديثِ من المتَأخِّرين، فيكتبون لابن خمس سنين فصاعدًا: سَمع، ولمن دونها: حَضَر أو أُحْضِر (٢).

والصَّوابُ أنْ يُعتبَر في كلِّ صغيرٍ بحالهِ، فإنْ وُجد مرتفعًا عن حال مَنْ لا يعقل، وَفَهِمَ الخطابَ، وَرَدَّ الجواب، ونحوَ ذلكَ صُحِّح سَمَاعهُ، وإنْ كان له دُون خمس، وإِن لم يكن كذلك؛ لم يصحَّح سماعه، وإنْ كان ابنَ خمس سنين (٣).

وروي مثل هذا عن أحمد بن حنبل (٤)، ومُوسى بن هَارون الحمَّال (٥)، وقد نُقِلَ أنَّ صَبيًّا ابنَ أربعَ سنين حُمِلَ إلى المأمون، وقَد قرأ


(١) أخرجه البخاري في "صحيحه" (برقم ٧٧) وهو عند مسلم في "صحيحه" (٢٦٥) أيضًا، وقالوا: سرّ التعيين بخمس التأنُّس بالحديث.
(٢) شاع ذلك بعد الثلاث مئة، أفاده الذهبي في "السير" (٦/ ٣٩٥) وعرف قبلها، كما تراه في "العلل ا للإمام أحمد (رقم ١٥٥٠).
وانظر ما قدمناه قريبًا.
(٣) بعدها في "مقدمة ابن الصلاح" (ص ٣١٥): "بل ابن خمسين"! فالعبرة - بلا شك - بالتمييز والضبط والفهم، وهذا أمر نسبيٌّ، يتفاوت بتفاوت الطبائع والبدائه، فقد لا يذكر ابنُ العشر، فحينئذ لا عبرة بتحمُّله. انظر كتابي "البيان والإيضاح" (٩٩).
(٤) انظر: "مسائل عبد الله لأبيه" (٣/ ١٣٥٢) رقم (١٨٧٦)، "طبقات الحنابلة" (١/ ١٨٢ - ١٨٣) لابن أبي يعلي، "الكفاية" (٦٢) للخطيب، "تاريخ بغداد" (٦/ ٣٣٥).
(٥) أسند الخطيب في "الكفاية" (ص ٦٥) بإسناد صحيح عن أبي القاسم بن بكرٍ قال: سألت موسى بن هارون، قلت: متى يسمع الصَّبيُّ؟ قال: إذا فرّق بين الدَّابة والبقرة.

<<  <   >  >>