للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

روايةَ مَن عُرِفَ بكَثرة السَّهو في رواياته، إذا لم يحدِّث من أصلٍ صحيحٍ (١).

وقال ابنُ المبارك، وأحمدُ بن حَنبل، والحميديُّ، وغيرُهم: "مَنْ غَلِط في حديث وبُيِّن له غلطُه، ولم يَرجِعْ عنه، وأصرَّ على رواية ذلك الحديث سقطت رواياته، ولم يكتب عنه" (٢).

قال الشيخ تقي الدين: "وفيه نظر، وهو غير مستنكر إذا ظهر ذلك على جهة العِناد" (٣).

قلت: إذا كان إصرارهُ على الخطأ بعد التَّنبيه عن عِنَادٍ، فينبغي أن لا يكتب عنه، وسقطت رواياته لأنه كالمستخفِّ بالحديث بترويج قوله الباطل، وإذا كان عن جهل فأولى بالسُّقوط؛ لأنه ضمُّ جهلٍ إلى المكابرة على الحق (٤).


= ذلك لجماعة من الرواة، وطبع للشيخ صالح الرفاعي "الثقات الذين ضُعِّفوا في بعض شيوخهم".
(١) حدَّث بعض الرواة بعد ذهاب أصولهم، أو احتراقها، فردَّت رواياتهم إلَّا من تميّزت رواياته، فعرف من روى عنه قبل ذهاب هذه الأصول، كابن لهيعة، ورواية العبادلة عنه، وزيد عليهم جماعة، وليس هذا محل تحرير ذلك.
(٢) ترى نحوه عند ابن حبان في "المجروحين" (١/ ٦٦) والخطيب في "الكفاية" (٢٢٩) والسخاوي في "فتح المغيث" (٢/ ٢٧٤ - ط المنهاج)، ونقله عن المذكورين.
(٣) مقدمة ابن الصلاح (ص ١٢٠).
(٤) نقله السخاوي "فتح المغيث" (٢/ ٢٧٤ - ط المنهاج) عن التاج التبريزي قوله هنا "لأن المعاند كالمستخفّ" وعنده: " … جهله إنكاره الحق"، وزاد: "وكأن هذا فيمن يكون نفسه جاهلًا، مع اعتقاده علم من أخبره".
قال أبو عبيدة: ثم وجدتُ السخاوي نقله عن الزركشي في "النكت على =

<<  <   >  >>