وأورد الذهبي في "الميزان" (٣/ ٣٦٢ - ٣٦٣) هذا الحديث من منكرات (فضيل بن مرزوق الكوفي) وقال: "قلت: وكان معروفًا بالتشيع من غير سبّ" وذكر من نال منه، وضعّفه. وأما مرسل زيد بن يثيع، فأخرجه ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٣٣١) من طريق شريك القاضي عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع به. وهذه الطريق هي الصواب على ترجيح الدارقطني، وحال زيد وتشيعه يدل على ذلك، وهي تضعف تمثيل المصنف بوجود شريك بين سفيان وأبي إسحاق، ولا سيما أنا أقمنا البرهان أن البلاء فيه ليس من سفيان، وإنما من الرواة عنه، ومنهم عبد الرزاق. وأما حديث سلمان، فأخرجه الدارقطني في "الغرائب والأفراد" (٣/ ١١٥) رقم (٢١٩٥ - أطراف ابن طاهر) - ومن طريقه ابن الجوزي في "الواهيات" (٤٠٧) - من طريق أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن سلمان، تفرد به الحسن بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه. والحسن بن قتيبة متروك، وانظر له "الضعفاء الكبير" (١/ ٢٤١) رقم (٢٨٧). والخلاصة: إن الحديث ضعيف، وزيد بن يثيع لم يرو عنه غير أبي إسحاق السبيعي، كما قال مسلم في "المنفردات والوحدان" (ص ١٣٧) رقم (٣٦٩)، وقول ابن حجر عنه في "التقريب" - كذا رأيته بخطه فيه -: "ثقة" من التساهل الشديد! وخبره مردود لاضطرابه فيه، والعجب من الحاكم فإنه صححه في "المستدرك" ولم يعلّه بالانقطاع الذي نص عليه في "المعرفة"!! (١) قال الحافظ ابن حجر في "النكت على ابن الصلاح" (٢/ ٥٧٢): "إن هذا المثال إنما يصلح للحديث المدلّس؛ لأن كل راوٍ من رواته قد لقي شيخه فيه، وسمع منه، وإنما طرأ الانقطاع فيه من قبل التدليس؛ والأولى في مثال المنقطع أن يذكر ما انقطاعه فيه من عدم اللقاء؛ كمالك عن ابن عمر - رضي الله عنه - والثوري عن إبراهيم النخعي، وأمثال ذلك"، وينظير له كتابي "بهجة المنتفع" (٣٦٠).