للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس. فقال أنت على بذلك وأذهب الى ابن الحنظلية - يعنى أبا جهل - فقل له هل لك أن ترجع اليوم بمن معك عن ابن عمك؟ فجئته فإذا هو في جماعة من بين يديه ومن خلفه، وإذا ابن الحضرميّ واقف على رأسه وهو يقول: فسخت عقدي من عبد شمس، وعقدي اليوم إلى بنى مخزوم فقلت له يقول لك عتبة بن ربيعة هل لك أن ترجع اليوم بمن معك؟ قال أما وجد رسولا غيرك؟ قلت لا! ولم أكن لأكون رسولا لغيره. قال حكيم فخرجت مبادرا إلى عتبة لئلا يفوتني من الخبر شيء وعتبة متكئ على ايماء بن رحضة الغفاريّ، وقد أهدى إلى المشركين عشرة جزائر، فطلع أبو جهل الشرّ في وجهه فقال لعتبة: انتفخ سحرك؟ فقال له عتبة: ستعلم، فسل أبو جهل سيفه فضرب به متن فرسه، فقال ايماء بن رحضة بئس الفأل هذا، فعند ذلك قامت الحرب. وقد صف رسول الله أصحابه وعباهم أحسن تعبية فروى الترمذي عن عبد الرحمن بن عوف. قال: صفنا رسول الله يوم بدر ليلا.

وروى الامام احمد من حديث ابن لهيعة حدثني يزيد بن أبى حبيب أن أسلم أبا عمران حدثه أنه سمع أبا أيوب يقول: صفنا رسول الله يوم بدر فبدرت منا بادرة أمام الصف، فنظر اليهم النبي فقال: «معى معى» تفرد به احمد وهذا اسناد حسن.

وقال ابن إسحاق: وحدثني حبان بن واسع بن حبان عن أشياخ من قومه أن رسول الله عدل صفوف أصحابه يوم بدر وفي يده قدح يعدل به القوم، فمر بسواد بن غزية حليف بنى عدي ابن النجار وهو مستنتل من الصف، فطعن في بطنه بالقدح وقال «استو يا سواد» فقال يا رسول الله أوجعتني وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني فكشف رسول الله عن بطنه فقال استقد، قال فاعتنقه فقبل بطنه، فقال ما حملك على هذا يا سواد؟ قال يا رسول الله حضر ما ترى فأردت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك، فدعا له رسول الله بخير وقاله.

قال ابن إسحاق وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن عوف بن الحارث - وهو ابن عفراء - قال يا رسول الله ما يضحك الرب من عبده؟ قال «غمسه يده في العدو حاسرا» فنزع درعا كانت عليه فقذفها، ثم أخذ سيفه فقاتل حتى قتل . قال ابن إسحاق ثم عدل رسول الله الصفوف ورجع إلى العريش فدخله ومعه أبو بكر ليس معه فيه غيره. وقال ابن إسحاق: وغيره وكان سعد بن معاذ واقفا على باب العريش متقلدا بالسيف ومعه رجال من الأنصار يحرسون رسول الله خوفا عليه من أن يدهمه العدو من المشركين والجنائب النجائب مهيأة لرسول الله ان احتاج اليها ركبها ورجع الى المدينة كما أشار به سعد بن معاذ. وقد

روى البزار في مسندة من حديث محمد بن عقيل عن عليّ أنه خطبهم فقال: يا أيها الناس من أشجع الناس؟ فقالوا أنت يا أمير المؤمنين، فقال أما إني ما بارزني أحد إلا انتصفت منه، ولكن هو أبو بكر، إنا جعلنا لرسول الله عريشا فقلنا

<<  <  ج: ص:  >  >>