يا مالك بن مهلهل بن دثار … مهلا فدى لك مئززي وإزاري
عن ناقة الإنسي لا تعرض لها … واختر بها ما شئت من أثواري
ولقد بدا لي منك ما لم احتسب … ألا رعيت قرابتي وذماري
تسمو اليه بحربة مسمومة … تبا لفعلك يا أبا الغفار
لولا الحياء وأن أهلك جيرة … لعلمت ما كشفت من أخبارى
قال فأجابه الشاب وهو يقول:
أأردت أن تعلو وتخفض ذكرنا … في غير مزرية أبا العيزار
ما كان فيهم سيد فيما مضى … إن الخيار همو بنو الأخيار
فاقصد لقصدك يا معكبر انما … كان المجير مهلهل بن دثار
قال فبينما هما يتنازعان إذ طلعت ثلاثة أثوار من الوحش فقال الشيخ للفتى قم يا ابن أخت فخذ أيها شئت فداء لناقة جاري الانسى، فقام الفتى فاخذ منها ثورا وانصرف. ثم التفت الى الشيخ فقال يا هذا إذا نزلت واديا من الاودية فخفت هوله فقل أعوذ بالله رب محمد من هول هذا الوادي ولا تعذ بأحد من الجن فقد بطل أمرها قال فقلت له ومن محمد هذا؟ قال نبي عربي لا شرقى ولا غربي بعث يوم الاثنين. قلت واين مسكنه قال يثرب ذات النخل. قال فركبت راحلتي حين برق لي الصبح وجددت السير حتى تقحمت المدينة فرآني رسول الله ﷺ فحدثني بحديثي قبل ان أذكر له منه شيئا ودعاني الى الإسلام فأسلمت. قال سعيد بن جبير وكنا نرى أنه هو الّذي أنزل الله فيه ﴿وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً﴾ وروى الخرائطى من طريق إبراهيم بن إسماعيل بن حماد بن أبى حنيفة عن داود بن الحسين عن عكرمة عن ابن عباس عن على. قال: إذا كنت بواد تخاف السبع فقل أعوذ بدانيال والجب، من شر الأسد. وروى البلوى عن عمارة بن زيد عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق حدثني يحيى بن عبد الله بن الحارث عن أبيه عن ابن عباس قصة قتال عليّ الجن بالبئر ذات العلم التي بالجحفة حين بعثه رسول الله ﷺ يستقى لهم الماء فأرادوا منعه وقطعوا الدلو فنزل اليهم، وهي قصة مطولة منكرة جدا والله أعلم.
وقال الخرائطى: حدثني أبو الحارث محمد بن مصعب الدمشقيّ وغيره حدثنا سليمان ابن بنت شرحبيل الدمشقيّ حدثنا عبد القدوس بن الحجاج حدثنا خالد بن سعيد عن الشعبي عن رجل قال كنت في مجلس عمر بن الخطاب وعنده جماعة من أصحاب النبي ﷺ يتذاكرون فضائل القرآن فقال بعضهم خواتيم سورة النحل، وقال بعضهم سورة يس، وقال على فأين أنتم عن فضيلة آية الكرسي أما إنها سبعون كلمة في كل كلمة بركة. قال وفي القوم عمرو بن معديكرب لا يحير جوابا، فقال أين أنتم عن