للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن بكر بن عبد الله قال سمعت وهبا يقول: مرّ رجل عابد على رجل عابد فرآه مفكرا، فقال له:

مالك؟ فقال له: أعجب من فلان، إنه كان قد بلغ من عبادته ما بلغ، ثم مالت به الدنيا. فقال:

لا تعجب ممن مال كيف مال، ولكن اعجب ممن استقام كيف استقام.

وقال عبد الله ابن الامام أحمد بن حنبل: حدثني أبى حدثنا عبد الرزاق حدثنا بكار بن عبد الله قال: سمعت وهب بن منبه يقول: إن بنى إسرائيل أصابتهم عقوبة وشدة، فقال النبي : وددنا أن نعلم ما الّذي يرضى ربنا فنتبعه، فأوحى الله ﷿ إليه: إن قومك يقولون:

إذا أرضوهم رضيت، وإذا أسخطوهم أسخطت. وقال عبد الله بن أحمد أيضا: حدثنا أبى حدثنا إبراهيم بن خالد حدثني عمر بن عبد الرحمن قال: سمعت وهب بن منبه يقول: إن عيسى كان واقفا على قبر ومعه الحواريون - أو نفر من أصحابه - قال: وصاحب القبر يدلّى فيه، قال:

فذكروا من ظلمة القبر وضيقه، فقال عيسى: قد كنتم فيما هو أضيق من ذلك، في أرحام أمهاتكم، فإذا أحب الله أن يوسع وسع، أو كما قال.

وقال عبد الله بن المبارك: حدثنا بكار بن عبد الله قال: سمعت وهب بن منبه يقول: كان رجل عابد من السياح أراده الشيطان من قبل الشهوة والرغبة والغضب، فلم يستطع منه شيئا من ذلك، فتمثل له حية وهو يصلى، فمضى ولم يلتفت إليه، فالتوى على قدميه فلم يلتفت إليه، فدخل ثيابه وأخرج رأسه من عند رأسه فلم يلتفت ولم يستأخر، فلما أراد أن يسجد التوى في موضع سجوده، فلما وضع رأسه ليسجد فتح فاه ليلتقم رأسه، فوضع رأسه فجعل يعركه حتى استمكن من السجود على الأرض. ثم جاءه على صورة رجل فقال له: أنا صاحبك الّذي أخوفك، أتيتك من قبل الشهوة والغضب والرغبة، وأنا الّذي كنت أتمثل لك بالسباع والحيات فلم أستطع منك شيئا، وقد بدا لي أن أصادقك ولا آتيك في صلاتك بعد اليوم. فقال له العابد: لا يوم خوفتني خفتك، ولا اليوم بى حاجة في مصادقتك. قال: سلني عما شئت أخبرك، قال فما عسيت أن أسألك؟ قال: ألا تسألنى عن مالك ما فعل به بعدك؟ قال: لو أردت ذلك ما فارقته. قال:

أفلا تسألنى عن أهلك من مات منهم ومن بقي؟ قال: أنا مت قبلهم. قال أفلا تسألنى عما أضل به الناس؟ قال: أنت أضلهم. فأخبرني عن أوثق ما في نفسك تضل به بنى آدم. قال: ثلاثة أخلاق، الشح، والحدة، والسكر. فان الرجل إذا كان شحيحا قللنا ماله في عينه ورغبناه في أموال الناس، وإذا كان حديدا تداولناه بيننا كما يتداول الصبيان الكرة، ولو كان يحيى الموتى بدعوته لم نيأس منه، وكل ما يبنيه نهدمه، لنا كلمة واحدة. وإذا سكر قدناه إلى كل شر وفضيحة وخزي وهو ان كما تقاد القط إذا أخذ بأذنها كيف شئنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>