طيبة أرضها مباركة … باليمن والسعد أخذ طالعها
جامعها جامع المحاسن قد … فاقت به المدن في جوامعها
بنية بالإتقان قد وضعت … لا ضيع الله سعى واضعها
تذكر في فضله ورفعته … آثار صدق راقت لسامعها
قد كان قبل الحريق مدهشة … فغيرت ناره بلاقعها
فأذهبت بالحريق بهجته … فليس يرجى إياب راجعها
إذا تفكرت في الفصوص وما … فيها تيقنت حذق راصعها
أشجارها لا تزال مثمرة … لا ترهب الريح من مدافعها
كأنها من زمرد غرست … في أرض تبر تغشى بنافعها
فيها ثمار تخالها ينعت … وليس يخشى فساد يانعها
تقطف باللحظ لا بجارحة … الأيدي ولا تجتنى لبايعها
وتحتها من رخامة قطع … لا قطع الله كف قاطعها
احكم ترخيمها المرخم قد … بان عليها إحكام صانعها
وإن تفكرت في قناطره … وسقفه بان حذق رافعها
وإن تبينت حسن قبته … تحير اللب في أضالعها
تخترق الريح في منافذها … عصفا فتقوى على زعازعها
وأرضه بالرخام قد فرشت … ينفسح الطرف في مواضعها
مجالس العلم فيه مؤنقة … ينشرح الصدر في مجامعها
وكل باب عليه مطهرة … قد أمن الناس دفع مانعها
يرتفق الناس من مرافقها … ولا يصدون عن منافعها
ولا تزال المياه جارية … فيها لما شق من مشارعها
وسوقها لا تزال آهلة … يزدحم الناس في شوارعها
لما يشاؤن من فواكهها … وما يريدون من بضائعها
كأنها جنة معجلة … في الأرض لولا مسرى فجائعها
دامت برغم العدي مسلمة … وحاطها الله من قوارعها