البخاري في مواضع من صحيحه من حديث معمر ويونس عن الزهري به. وهذا الحديث مما قد توهم به بعض الأغبياء من أهل البدع من الشيعة وغيرهم كل مدع أنه كان يريد أن يكتب في ذلك الكتاب ما يرمون اليه من مقالاتهم، وهذا هو التمسك بالمتشابه. وترك المحكم وأهل السنة يأخذون بالمحكم. ويردون ما تشابه اليه، وهذه طريقة الراسخين في العلم كما وصفهم الله ﷿ في كتابه، وهذا الموضع مما زل فيه أقدام كثير من أهل الضلالات، وأما أهل السنة فليس لهم مذهب إلا اتباع الحق يدورون معه كيفما دار، وهذا الّذي كان يريد ﵊ أن يكتبه قد جاء في الأحاديث الصحيحة التصريح بكشف المراد منه. فإنه قد
قال الامام احمد حدثنا مؤمل ثنا نافع عن ابن عمرو ثنا ابن أبى مليكة عن عائشة. قالت لما كان وجع رسول الله ﷺ الّذي قبض فيه قال «ادعوا لي أبا بكر وابنه لكي لا يطمع في أمر أبى بكر طامع ولا يتمناه متمن. ثم قال: يأبى الله ذلك والمؤمنون». مرتين. قالت عائشة: فأبى الله ذلك والمؤمنون، انفرد به احمد من هذا الوجه
وقال احمد حدثنا أبو معاوية ثنا عبد الرحمن بن أبى بكر القرشي عن ابن أبى مليكة عن عائشة. قالت لما ثقل رسول الله قال لعبد الرحمن بن أبى بكر:«ائتني بكتف أو لوح حتى أكتب لأبى بكر كتابا لا يختلف عليه أحد، فلما ذهب عبد الرحمن ليقوم. قال: «أبى الله والمؤمنون أن يختلف عليك يا أبا بكر». انفرد به احمد من هذا الوجه أيضا.
وروى البخاري عن يحيى بن يحيى عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عائشة. قالت قال: رسول الله لقد هممت أن أرسل الى أبى بكر وابنه فأعهد أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنون. فقال: يأبى الله - أو يدفع المؤمنون أو يدفع الله ويأبى المؤمنون.
وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه. قال: أتت امرأة الى رسول الله ﷺ فأمرها أن ترجع اليه. فقالت:
أرأيت إن جئت ولم أجدك - كأنها تقول الموت - قال:«إن لم تجديني فات أبا بكر». والظاهر والله أعلم أنها إنما قالت ذلك له ﵇ في مرضه الّذي مات فيه صلوات الله وسلامه عليه، وقد خطب ﵊ في يوم الخميس قبل أن يقبض ﵇ بخمس أيام خطبة عظيمة بين فيها فضل الصديق من سائر الصحابة مع ما كان قد نص عليه أن يؤم الصحابة أجمعين كما سيأتي بيانه مع حضورهم كلهم. ولعل خطبته هذه كانت عوضا عما أراد أن يكتبه في الكتاب، وقد اغتسل ﵇ بين يدي هذه الخطبة الكريمة فصبوا عليه من سبع قرب لم تحلل أو كيتهن وهذا من باب الاستشفاء بالسبع كما وردت بها الأحاديث في غير هذا الموضع، والمقصود أنه ﵇ اغتسل ثم خرج فصلى بالناس ثم خطبهم كما تقدم في حديث عائشة ﵂.
ذكر الأحاديث الواردة في ذلك.
قال: البيهقي أنبأنا الحاكم أنبأنا الأصم عن احمد بن