للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأجابها فقال:

قد علمت جارية يمانية … انى أنا المائح واسمى ناجية

وطعنة ذات رشاش واهيه … طعنتها عند صدور العادية

قال الزهري في حديثه: فلما اطمأن رسول الله أتاه بديل بن ورقاء في رجال من خزاعة فكلموه وسألوه ما الّذي جاء به؟ فأخبرهم أنه لم يأت يريد حربا وانما جاء زائرا للبيت ومعظما لحرمته. ثم قال لهم نحو ما قال لبشر بن سفيان فرجعوا الى قريش فقالوا: يا معشر قريش انكم تعجلون على محمد، وان محمدا لم يأت لقتال انما جاء زائرا لهذا البيت. فاتهموهم وجبهوهم وقالوا وإن جاء ولا يريد قتالا فو الله لا يدخلها علينا عنوة ولا تحدث بذلك عنا العرب. قال الزهري:

وكانت خزاعة عيبة نصح رسول الله مسلمها ومشركها لا يخفون عنه شيئا كان بمكة.

قال:

ثم بعثوا اليه مكرز بن حفص بن الاخيف أخا بنى عامر بن لؤيّ فلما رآه رسول الله مقبلا قال هذا رجل غادر فلما انتهى الى رسول الله وكلمه قال له رسول الله نحوا مما قال لبديل وأصحابه فرجع الى قريش فأخبرهم بما قال له رسول الله ثم بعثوا بحليس بن علقمة أو ابن زبان وكان يومئذ سيد الأحابيش وهو أحد بنى الحارث بن عبد مناة بن كنانة فلما رآه رسول الله قال: ان هذا من قوم يتألهون فابعثوا الهدى في وجهه حتى يراه. فلما رأى الهدى يسيل عليه من عرض الوادي في قلائده قد أكل أوباره من طول الحبس عن محله رجع الى قريش ولم يصل الى رسول الله إعظاما لما رأى فقال لهم ذلك. قال فقالوا له: اجلس فإنما أنت أعرابي لا علم لك. قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبى بكر أن الحليس غضب عند ذلك وقال يا معشر قريش والله ما على هذا حالفنا كم ولا على هذا عاهدناكم، أيصد عن بيت الله من جاءه معظما له؟ والّذي نفس الحليس بيده لتخلن بين محمد وبين ما جاء له أو لانفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد قالوا: مه كف عنا حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به. قال الزهري في حديثه: ثم بعثوا الى رسول الله عروة بن مسعود الثقفي فقال: يا معشر قريش انى قد رأيت ما يلقى منكم من بعثتموه الى محمد إذ جاءكم من التعنيف وسوء اللفظ وقد عرفتم أنكم والد وانى ولد وكان عروة لسبيعة بنت عبد شمس وقد سمعت بالذي نابكم فجمعت من أطاعنى من قومي ثم جئتكم حتى آسيتكم بنفسي. قالوا:

صدقت ما أنت عندنا بمتهم. فخرج حتى أتى رسول الله فجلس بين يديه ثم قال يا محمد أجمعت أوشاب الناس ثم جئت بهم الى بيضتك لتفضها بهم انها قريش قد خرجت معها العوذ المطافيل قد لبسوا جلود النمور يعاهدون الله لا تدخلها عليهم عنوة أبدا، وايم الله لكأنّي بهؤلاء قد انكشفوا عنك غدا. قال وأبو بكر الصديق خلف رسول الله فقال: امصص بظر اللات

<<  <  ج: ص:  >  >>