للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا عم صباحا أيّها الطلل البالي... وهل يعمن من كان في العصر الخالي؟

٢ - أن يندمج غير العاقل مع العاقل في حكم واحد كقوله تعالى في سورة (النحل) رقم [١٧] {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ،} وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ..}. إلخ رقم [١٨] من سورة (الحج).

٣ - أن يقترن غير العاقل بالعاقل في عموم مفصل، كما في آية (النور) المذكورة آنفا؛ إذ الدابة تعم أصناف من يدب على وجه الأرض، وقد فصلها على ثلاثة أنواع. وتستعمل (ما) للعاقل في ثلاث مسائل أيضا:

١ - إذا اقترن العاقل بغير العاقل في حكم واحد، كقوله تعالى في سورة (النحل) رقم [٤٩]:

{وَلِلّهِ يَسْجُدُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ مِنْ دابَّةٍ} وقوله تعالى في سورة (طه) رقم [٦]: {لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى}.

٢ - إذا نزل العاقل منزلة غير العاقل، كقوله تعالى في سورة (النساء) رقم [٣]: {فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ} وقوله تعالى-وهو كثير في القرآن-: {أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ}.

٣ - تستعمل (ما) في المبهم أمره، كقولك وقد رأيت شبحا من بعد: انظر إلى ما أرى.

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر، تقديره: «أنت». {يا أَيُّهَا:} (يا): أداة نداء، تنوب مناب أدعو، أو أنادي، (أيها): نكرة مقصودة، مبنية على الضم في محل نصب ب‍: (يا)، و (ها): حرف تنبيه لا محل له، وأقحم للتوكيد، وهو عوض من المضاف إليه. {الْكافِرُونَ:}

بعضهم يعرب هذا وأمثاله نعتا، وبعضهم يعربه بدلا، والقول الفصل: أن الاسم الواقع بعد «أي»، وبعد اسم الإشارة، إن كان مشتقا؛ فهو نعت، وإن كان جامدا؛ فهو بدل، أو عطف بيان، والمتبوع أعني: (أي) منصوب محلا، فكذا التابع أعني: الكافرون وأمثاله، فهو منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الإتباع اللفظية، وإنما أتبعت ضمة البناء مع أنها لا تتبع؛ لأنها وإن كانت ضمة بناء، لكنها عارضة فأشبهت ضمة الإعراب، فلذا جاز إتباعها. أفاده الصبان.

لأنه قال: والمتجه وفاقا لبعضهم: أن ضمة التابع إتباع، لا إعراب، ولا بناء. وقيل: إن رفع التابع المذكور إعراب، واستشكل بعدم المقتضي للرفع، وأجيب بأن العامل يقدر من لفظ عامل المتبوع مبنيا للمجهول، نحو يدعى. وهو مع ما فيه من التكلف، يؤدي إلى قطع المتبوع.

وقيل: إن رفع التابع المذكور بناء؛ لأن المنادى في الحقيقة هو المحلى بأل، ولكن لما لم يمكن إدخال حرف النداء عليه توصلوا إلى ندائه ب‍: «أي»؛ أي: مع قرنها بحرف التنبيه. ورده بعضهم بأن المراعى في الإعراب اللفظ وأن الأول منادى، والثاني تابع له. والإعراب السائد الآن أن تقول مرفوع تبعا للفظ. انتهى. جرجاوي.

<<  <  ج: ص:  >  >>